تهافت المواطنون في قطاع غزة على المخابز ومحلات بيع الدقيق فور سماعهم لنبأ إغلاق قوات الاحتلال لجميع منافذ قطاع غزة ، اثر قرار لحكومة الإسرائيلية القاضي بخنق القطاع اقتصاديا وترك سكانه يواجهون الجوع في ظل الصمت الرهيب الذي خيم على الأوساط الدولية .
فقد زادت معاناة المواطن الغزي بسبب شح الوقود واستمرار انقطاع الكهرباء وندرة المواد الغذائية مما زاد من الأعباء الملقاة كاهله المثقل بالمتاعب .
جمال خليفة مدير مخبز القدس بغزة أكد أنه لا يوجد هناك دقيق يدخل للقطاع بعد قرار إغلاق المعابر الذي اتخذته حكومة الاحتلال الخميس الماضي كما أنهم يستخدمون المولدات للانقطاع المتكرر للكهرباء ، شاكيا من نقص كمية الوقود التي تغذي تلك المولدات ، مؤكدا أنهم سيضطرون لإغلاق المخبز خلال الساعات القادمة في حال لم يدخل الدقيق والوقود .
يشار إلى أن مخبز القدس خيريا يتبع أحد الجمعيات الفاعلة بقطاع غزة والتي توزع الرغيف الخيري على الفقراء والمحتاجين ، مما من شأنه أن يزيد من معاناة الفقراء التي تعتمد على ما يقدمه هذا المخبز ومثيلاته من المخابز التابعة للجمعيات الخيرية .
وذكر خليفة أن أزمة الدقيق في القطاع أدى لارتفاع الأسعار بشكل تلقائي من قبل بعض المطاحن بسبب ندرة الدقيق المتواجد في غزة قبل قرار الإغلاق .
وطالب خليفة المطاحن التخفيف عن كاهل المواطن المستهلك وأن ترضى بالربح القليل بسبب الوضع الذي يعاني منه جميع المواطنين.
ومن جانبه فقد ذكر أبو جهاد صاحب أحد المخابز أن المطاحن لم تعد تلتزم بالتسعيرة وطلبات المخابز ، فبدلا من تزويدها بـ 100 كيس دقيق في اليوم أصبحوا يزودونها بـ50 فقط بحجة ارتفاع أسعار القمح ، منوها أن الوضع صعب على الجميع في ظل انقطاع الكهرباء وفقد السولار، ومطالبا الوزارة بمراقبة الأسعار والموازنة بين أسعار الضفة الغربية وقطاع غزة .
وقد أغلقت معظم المخابز أبوابها في ظل نقص الدقيق ونفاد الوقود الذي يستخدم في تشغيل المولدات ، مما دفع مئات المواطنين إلى البحث عن بعض المخابز التي لازال لديها مخزونا من الدقيق إلا أنه لم يكف لسد حاجاتهم جميعا .
وفي ذات السياق أكد م.حاتم عويضية مدير مكتب وزير الاقتصاد أن الأزمة الموجودة هي أزمة أسعار وليس أزمة في عدم توفر الدقيق موضحا أن الدقيق لا زال موجودا في بعض المطاحن.
وطالب عويضة المطاحن التي أرادت رفع أسعار الدقيق عن السعر المحدد بحجة ارتفاع مواصفاته أن تبلغ الوزارة لإجراء الاختبارات عليه وتسعيره بالتسعيرة المناسبة له.
وكانت وكالة الغوث “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت أنها غير قادرة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بسبب إغلاق المعابر ولذلك ستوقفها .
يذكر أن قطاع غزة يتلقى الوقود والمواد الغذائية بما فيها الدقيق عبر المعابر التي تتحكم بها إسرائيل، والتي تتعرض لضغط ومزاجية كبيرة منذ أكثر من سبعة أشهر
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=84277