جدران مخيم الشاطئ في غزة تنبض بألوان الحياة

 

على امتداد ساحل مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة لوَّنت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين جدران المنازل المطلة على البحر، في محاولة منهم لإدخال السعادة على قلوب المواطنين، في ظل ظروف الحصار والفقر ومرور 16 شهراً على انتهاء العدوان الإسرائيلي.
وتزينت هذه الجدران بالألوان والبراويز الخشبية والإطارات المعلقة تحمل زهوراً طبيعية وأخرى منقوشة لترسم معنى أجمل ينبض بالحياة لأهالي المخيم.
ويشارك في مبادرة "غزة أحلى" ثلاثون فناناً تشكيلياً من قطاع غزة لتلوين 90 منزلاً بمختلف أحجامها وارتفاعاتها في مسافة امتدت قرابة 2 كيلومتر.
وتقول مديرة المبادرة الفنانة التشكيلية داليا عبد الرحمن لمراسل "صفا" إن هذا المشروع جاء لإدخال السعادة والفرح على قلوب المواطنين في مخيم الشاطئ وإعطاء مظهراً حضارياً للمنازل المطلة على البحر وتزيينها بأبهى حلة.
وتلفت عبد الرحمن إلى أن استخدام الزهور الطبيعية ورسم زخارف نباتية على جدران المنازل ترجع لإبراز البيئة الطبيعية وروح الأمل والحياة التي يحتاجها المواطنون في ظل مخيم مهمش وفقر وبطالة مرتفعة بالمجتمع الفلسطيني.
وتبين أنه يوجد مقترح شبابي لتطوير "ساحل مخيم الشاطئ" بعد تلوين المنازل من خلال تزيين الشارع ذاته ونشر إضاءة عليه لتكتمل الصورة الجمالية.
وتستمر مبادرة تلوين ساحل مخيم الشاطئ التي انطلقت في الحادي عشر من الشهر الجاري بدعم من شركة باديكو الفلسطينية طيلة شهر كامل، في أكبر فترة استغرقتها مبادرة شبابية منذ بدء مشاريع التلوين في قطاع غزة.
وتعتبر مبادرة "غزة أحلى" المشروع الرابع للفنانين التشكيليين بالقطاع بعد أن بدأوا بمشروع تلوين المكعبات الإسمنتية بميناء غزة صيف العام الماضي وحارةً بأكملها في حي الزيتون ومنتزه بحري.
 
ترحيب
 
وأبدى المواطن صلاح عبد الباري سعادته لهذا المشروع بعد أن تم تلوين جدران منزله المكون من طابقين، أملاً أن يستمر مشروع التلوين في مناطق أخرى من غزة لاسيما التي تعرضت لدمار كبير خلال الحرب الإسرائيلية.
ويضيف عبد الباري في حديثه لمراسل صفا "نحتاج إلى حب في الحياة ونحتاج إلى الأمل بأن غزة توجد بها معالم جمالية تضفي نوع من المرح والسعادة في ظل ظروف الحروب الثلاثة التي مرت علينا وحصار وكبت يعيش به المواطن".
في حين رأت المسنة سعاد جودة أن هذه المبادرات الشبابية تعزز صمود الشعب الفلسطيني وصبره بالرسم والفن وأن في غزة شعب يستحق الحياة.
وتؤكد جودة أن عزيمة الشبان والفنانين بغزة هي أقوى من أن تبرز بمشاريع هنا وهناك، داعية إلى ضرورة احتضانها وتنمية المواهب التي يتمتع بها الفنانون في قطاع غزة.
 
رسالة أمل
 
 ويقول الفنان التشكيلي غسان أبو حمرا لمراسل صفا (26عام) إن رسومات الزخارف النباتية جاءت لتعطي رسالة أمل وحياة عما يجول بداخلنا إلى أهالي قطاع غزة من خلال بث نبض الحياة بهم من جديد.
ويشير أبو حمرا إلى أن الألوان المستخدمة في تلوين جدران المنازل جاءت بتنسيق وانسجام وإعداد مسبق أجمع عليه جميع الفنانين التشكيليين المشاركين بالمبادرة، في حين أن الزخارف النباتية لكل جدار ترجع لذوق الفنان ذاته.
واشتملت الزخارف النباتية على أشكال وألوان وبأحجام مختلفة منها يبدأ من نافذة لأحد الجدران الملونة وأخرى تنتهي لأحد الأبواب الموجودة.
ويضيف "مزجت برسمتي النباتية وردة كبيرة تخرج منها نبتة صبر تدل على صمود الشعب الفلسطيني وأخرى عين ترقب الأمل والانتظار بالعودة والتحرير".
ويأمل أبو حمرا أن تستغل الطاقات الشبابية الإبداعية بمزيد من المبادرات والمشاريع الاحتضانية في ظل عدم اهتمام وتهميش لهم، مضيفاً "يوجد مبدعون بغزة، فكما بها جانب الصمود والتحدي للاحتلال، يوجد جانب مشرق يحب السعادة الحياة".
المصدر: صفا