في ظل جائحة كورونا..هل تستمر الاجتماعات الدبلوماسية عبر زوم؟

يقول الكاتبان دانييل شابيرو ودانييل باراكوف إن الدبلوماسية انتقلت تماما لتصبح عبر الإنترنت وذلك مع احتدام تفشي فيروس كورونا، ويتساءلان عما إذا كانت دبلوماسية أصلا تلك التي تتم عبر تطبيق زوم.

ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي نشرته لهما مجلة فورين بوليسي الأميركية، إلى أن مجلس الأمن الدولي أمضى مع بداية أبريل/نيسان في ذروة تفشي الفيروس أسبوعا في مداولات مكثفة حول البروتوكولات التي طالبت بعقد اجتماعات رسمية فقط في غرفة خاصة في مقر الأمم المتحدة.

ورغم أن الروس وافقوا أخيرا على التداول بالفيديو، فإن إجراء المناقشات عبر الإنترنت لم يفعل الكثير لإنهاء المأزق السياسي الأوسع الذي يمنع الإجماع المنتظم بين الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس.

ويشير الكاتبان إلى أن المجلس المسؤول عن “صون السلم والأمن الدوليين” قد فشل في تبني قرار واحد في أكبر أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية.

قيود جديدة

ويوضح المقال أن فيروس كورونا فرض قيودا جديدة على المهنة الدبلوماسية، حيث لا يمكن للدبلوماسيين الاجتماع بشكل شخصي، أو القيام برحلات خارجية، أو تنظيم ارتباطات رفيعة المستوى.

ويقول الكاتبان إن البعثات الدبلوماسية في الخارج أصبحت غير قادرة على تحقيق ميزتها الأساسية أو مقابلة السكان المحليين والتعود على الظروف على أرض الواقع.

وكان على الخدمات الأجنبية في جميع أنحاء العالم أن تعتاد على إجراء جزء كبير من عملها عبر الإنترنت، من خلال شبكات غير آمنة، وأصبحت الاجتماعات الثنائية النائية على المستوى السياسي شائعة، وحيث بدأ يتسع نطاق المؤتمرات الكبيرة المتعددة الأطراف.

ويشير المقال إلى أن احتمالات عدم التمكن من القضاء على الفيروس في الأشهر الـ12 إلى ألـ18 القادمة تثير التساؤلات عما إن كان هذا الترتيب الذي يطلق عليه “زومبلوماسي” سيصبح هو الوضع الطبيعي الجديد للدبلوماسية في ظل هذه الجائحة، وعن مدى إمكانية تأثيره الدائم على طريقة إدارة العلاقات الدولية، أو ربما تلاشيه سريعا مع تلاشي الفيروس.

والواقع أن ظاهرة الزومبلوماسي حققت بالفعل بعض النتائج، ففي أوائل شهر أبريل/نيسان الماضي نجح وزراء الطاقة في منظمة أوبك -الذين اجتمعوا بدعم خارجي من مجموعة العشرين- في التوصل إلى قرار تاريخي بشأن خفض إنتاج النفط.

ورغم أن مؤتمرات قمة جي7 وجي20 عبر الفيديو لم تنتج عنهما أي قرارات قوية، فإنه من المرجح أن يكون سبب هذه الإخفاقات هو اختلاف المصالح وليس لكون اللقاءات تمت عبر الإنترنت.

ومهما يكن فإن أدوات المؤتمرات عبر الإنترنت تبقى وسائل معيبة للعمل الدبلوماسي، ولن يكون تطبيعها أمرا سهلا.

المصدر: الجزيرة