التقى ممثلون عن الاتحاد القطري لكرة القدم، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وفدا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، لمناقشة استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، وذلك خلال زيارة الوفد الأوروبي لاستاد راس أبو عبود، أحد الاستادات الثمانية التي ستشهد منافسات المونديال العام المقبل.
ضم الوفد الزائر أعضاء من مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وشهد اللقاء استعراض نجاحات قطر في مجال رعاية العمال، والتدابير والإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا خلال العشر سنوات الماضية في سبيل رعاية العمال وضمان حقوقهم طوال فترة عملهم في مشاريع المونديال وغيرها، حسبما أفادت اللجنة في بيان لها وزعته على وسائل الإعلام.
ومن بين هذه التدابير والإجراءات، برزت مبادرات الصحة والسلامة، وبرنامج سداد رسوم توظيف العمال، وسترات التبريد، وبرامج المحافظة على تغذية العمال، وغيرها من المبادرات والمشاريع في هذا المجال، حسبما أكد بيان اللجنة.
وقدم ممثلو الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة العليا للمشاريع والإرث لمحة لأعضاء الوفد حول آخر مستجدات استعدادات قطر لتنظيم النسخة الأولى من المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي في 2022، كما رافقوا الوفد خلال زيارته إلى استاد راس أبو عبود، أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم، ومن المقرر افتتاحه خلال استضافة قطر لبطولة كأس العرب 2021 نهاية العام الجاري.
وشهدت الزيارة لقاءات بين وفد اليويفا وممثلين عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، ووفد عن الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، وآخر عن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر.
وقال ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم 2022: “سعدنا باستقبال أعضاء مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال في اليويفا، ليتعرفوا عن قرب على العمل الجاد والخطوات الهامة التي يجري اتخاذها على صعيد رعاية العمال من جانب الجهات الحكومية والعديد من المنظمات المستقلة العاملة في قطر”.
وأوضح: “لا شك أن إبراز التقدم الذي يتحقق في قطر أمام أعين الوفد الزائر أكثر تأثيرا من أي وسيلة أخرى، ونتطلع لاستقبال كامل أعضاء مجموعة العمل في زيارتهم المقبلة للتعرف أكثر على مزيد من التحسينات والمبادرات التي ننفذها في هذا المجال”.
وأضاف: “رغم اتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية في قطر منذ فوزها في 2010 بحق استضافة المونديال ؛ ندرك جيدا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه ، ونحن ملتزمون دائما بأن تمثل الإصلاحات الجارية على صعيد رعاية العمال أحد أهم أوجه الإرث المستدام لبطولة قطر 2022”.
وأعرب منصور الأنصاري الأمين العام للاتحاد القطري لكرة القدم عن سعادته بالنقاش وتبادل الخبرات حول الاستعدادات الجارية لاستضافة مونديال 2022 ومبادرات رعاية العمال مع الوفد الممثل عن اليويفا، وقال: “أبدى الوفد الزائر اهتمامه بالاطلاع على برنامج رعاية العمال باللجنة العليا وعلى كافة المبادرات والبرامج المعنية برعاية العمال والمحافظة على صحتهم وسلامتهم وضمان حقوقهم طوال فترة عملهم في المشاريع ذات الصلة باستضافة قطر لمونديال 2022”.
وأضاف: “حظي الوفد الأوروبي بفرصة التحدث مع ممثلين عن اللجنة العليا والاطلاع عن كثب على آخر مستجدات استضافة المونديال، ومزايا استادات البطولة، ومشاريع البنية التحتية في الدولة، وبرامج ومبادرات الإرث التابعة للمونديال. وبدورنا، نتطلع لمواصلة التعاون وتعزيز الحوار البناء مع اليويفا خلال الفترة التي تسبق استضافة المونديال وبعده انتهاء منافساته”.
وشهدت النقاشات مشاركة عبر الاتصال المرئي من ميشيل أوفا، مدير شؤون كرة القدم والمسؤولية المجتمعية في اليويفا، وممثلين عن ثمانية من اتحادات كرة القدم في أوروبا؛ هم دومينيك بلاك (سويسرا)، ومارك بولينجهام (إنكلترا)، وإيكاترينا فيديشينا (روسيا)، وفلورنس هاردوين (فرنسا)، وجيجس دي يونج (هولندا)، وهاكان سجتراند (السويد)، وتيرجي سفيندسن (النرويج)، وهيكي يولريتش (ألمانيا).
وشارك في الجلسة أيضا تييري فافر نائب مدير شؤون الاتحادات الوطنية في اليويفا، وسارة هولمجرين، مسؤولة التنوع والشمولية، وممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أندرياس جراف، رئيس قسم حقوق الإنسان ومناهضة التمييز.
وقال ميشيل أوفا: “اتفقنا خلال اللقاءات أن مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تهدف لتعزيز الالتزام تجاه هذه القضايا، ومشاركة رؤى الاتحاد مع منظمي مونديال 2022. ونتطلع لتعظيم الأثر الذي ستتركه استضافة بطولة كأس العالم على حقوق الإنسان وكافة جوانب رعاية العمال”.
وأوضح: “لا شك أن كرة القدم قادرة على إحداث تغيير إيجابي في مثل هذه القضايا، ولذلك رأينا أن من واجبنا المشاركة بفاعلية في هذه النقاشات. وقد ساعدتنا زيارتنا الأولى هذه إلى قطر، والتي سبقتها ثلاثة اجتماعات عبر الاتصال المرئي، في التعرف على الموقف عن قرب مع السلطات القطرية، لكي نتمكن من تقييم التقدم الذي يتحقق على الأرض، وإبراز الخطوات المستقبلية في هذه الرحلة على صعيد حقوق الإنسان”.
وأضاف: “يسعدني هنا أن أتوجه بالشكر للسلطات القطرية، خاصة اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على الشفافية والالتزام بالحوار حول هذه القضايا الهامة. ونحن على يقين من أن جهودنا ستسهم في تحسين الإرث الذي سيتركه مونديال 2022”.
وقال جيجس دي يونغ، عضو مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال باليويفا والأمين العام للاتحاد الهولندي لكرة القدم: “من الواضح بأن قطر قد أحرزت تقدما كبيرا في مجال تشريعات حقوق الإنسان خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويعود الفضل في ذلك لفوزها بحق استضافة بطولة كأس العالم، واستثمارها هذا الحدث لتحقيق خطوات هامة في هذا الصدد”.
وأضاف: “يكمن التحدي في تعميم هذه الإصلاحات والتشريعات على نطاق أشمل. وهناك بالفعل عمل متواصل لتحقيق هذه الغاية. ويحتاج الأمر إلى بذل مزيد الجهد للوصول إلى الهدف المنشود. ونؤمن بأن مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال واتحادات كرة القدم الأوروبية بإمكانها لعب دور محوري هام في تحقيق ذلك، ونتطلع إلى مواصلة مثل هذه الحوارات البناءة لدعم هذا التوجه”.
المصدر: د ب أ
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=127996