بأسماء مدن فلسطينية، شيدت جمعية “الإغاثة 48” من الداخل الفلسطيني، قرى ومشاريع سكنية للاجئين والمهجرين في الشمال السوري.
وافتتحت الجمعية ضمن المرحلة الأولى لهذه المشاريع، قرية “يافا البرتقال” في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وضمت القرية، 100 وحدة سكنية في منطقة بابسقا بريف إدلب على الحدود السورية التركية، للاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
وتواصل الجمعية عملها في الشمال السوري؛ لإنجاز المرحلة الثانية من مشروع الجليل السكني لتأمين السكن اللائق للاجئين والنازحين.
وتشمل المرحلة الثانية بناء 600 وحدة سكنية إسمنتية، إضافة لبعض المرافق كمسجد فلسطين، ومستوصف حيفا، ومدرسة، وآبار، لخدمة المجمع السكني.
وأوضح عضو مجلس الإدارة في جمعية “الإغاثة 48″، نائل عيسى، أن فكرة مشروع القرى السكنية جاءت جرّاء السّيول التي ضربت وجرفت الكثير من الخيام في السنوات الماضية، والتي كانت تسكنها عوائل اللاجئين؛ مما عرضهم لظروف إنسانية صعبة نتيجة البرد القارس.
وكشف لـ”قدس برس” عن نية الجمعية بناء المزيد من الوحدات السكنية، بعد تشييد ألف و100 وحدة سكنيّة حتى الآن.
الهدف من الأسماء الفلسطينية
وأشار عيسى إلى أن المشاريع السكنيّة تميّزت بمسميّاتها الرّمزيّة الفلسطينيّة؛ تعزيزا لقيمة التّكافل والدعم بين أبناء الشّعب الواحد.
وتابع: “الشعب الفلسطيني حيثما كان سواء في الداخل أو في الشتات، هو شعب واحد أواصره قويّة، ولا يقف الأمر عند التسمية”.
وبيّن عيسى أن الجمعية تهتم بأن تفسّر وتوضح للاجئين الجانب التّاريخي والمعرفيّ لتلك الرّموز والمسميات.
ونبه إلى أن هذه المشاريع السكنيّة وغيرها هي من تبرّعات أهل الخير والإحسان من الدّاخل الفلسطينيّ، الذين يعتبرون اللاجئين “إخوة لهم في الإنسانيّة وأبناء شعب واحد”.
وأوضح أن أكثر ما يميّز عمل الجمعيّة، هو الاستمرارية والمتابعة لأحوال اللاجئين خاصّة في مشروع القرى السكنيّة.
وأكد أن المشروع لا يقتصر على تقديم الوحدات السكنيّة فحسب، إنّما يتابع أحوال اللاجئين ويقدّم الكثير من الدّعم الإنسانيّ المستمرّ على مدار العام.
وتتنوع خدمات الجمعية، كتقديم الطرود الغذائية والكسوة للأطفال وبناء المدارس والمساجد والعيادات في تلك الوحدات، وغيرها من المشاريع الإنسانيّة.
على أعتاب الشتاء
وأضاف عيسى: “لا يخفى على أحد ما يعانيه اللاجئ من معاناة صعبة في فصل الشّتاء، ما بين الفقر والبرد القارس وويلات اللّجوء”.
وأردف: “هذه المعاناة تجعلنا نتحضّر كجمعية كل عام بكل ما نستطيع حتى نقدّم الكثير من المساعدات الإنسانيّة التي من شأنها أن تخفّف عنهم في فصل الشّتاء”.
وتسعى الجمعية إلى إصلاح واستبدال الخيم المهترئة، وتوفير اللوازم الأساسية والهامة من احتياجات للعوائل في فصل الشتاء، مثل الكسوة والملبس، بالإضافة إلى جميع مواد التّدفئة.
وتطرق عيسى إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في مخيم دير بلوط في منطقة جنديرس (شمال سوريا)، والحياة التي تفتقر للمقوّمات الأساسيّة.
وشدد على اهتمام مكتب الجمعية في الجنوب التركي، بتقديم المساعدات والدّعم على مدار العام، وإدخالها إلى مناطق اللاجئين المختلفة.
البدايات
وبدأ نشاط الجمعية، عقب اندلاع الحرب في سوريا مباشرة، حيث كانت البداية في مخيمات اللّاجئين السوريين في الأردن، وفق عيسى.
وأوضح أن نشاط الجمعية انتقل إلى اليونان في مسار هجرة اللاجئين السوريين، الذين كانوا يتوجهون لتركيا ثم لليونان، متوجّهين إلى أوروبا.
وأردف: ” كنا حاضرين مع اللاجئين في هذا المسار الشّاق؛ استجابة لاحتياجاتهم الإنسانيّة، وتخفيفا عن متاعب السّفر واللّجوء”.
وتابع: “قدّمنا الكثير من المساعدات العينيّة والنّفسيّة والإرشاديّة كتعبئة النّماذج المطلوبة للانتقال إلى أوروبا”.
وأشار إلى توجّه الجمعية للعمل مباشرة في الجنوب التّركيّ، حيثما وُجد لاجئون يعانون من مصاعب وظروف إنسانيّة صعبة.
وتابع: “نقدّم الدّعم والمساعدة هناك حتى اليوم، إضافة للعمل الخيريّ نحو مناطق عديدة في الشّمال السّوريّ، بدون أيّ تفرقة وتمييز بين اللاجئ الفلسطينيّ واللاجئ السّوريّ”.
وتتنوع المشاريع والخدمات التي تقدمها جمعية “الإغاثة 48″، والتي يستفيد منها اللاجئون في سوريا كمشاريع تعزيز الأمن الغذائيّ، ودعم الجانب الطبيّ والصحيّ.
وتقدّم الجمعية مشاريع في التّنمية والتّمكين ومشاريع تربوية تعلميّة مختلفة، وتساهم الجمعية في مشاريع خدماتية كحفر الآباء، وتأجير البيوت، ودعم العيادات الطبيّة، وبناء المساجد.
المصدر: قدس برس
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=129358