قطر الخيرية تحتفل بمرور عام على إطلاق منصة “نون”

في المحطة الفاصلة بين عامين من عمرها الممتد، عامها الأول “عام التأسيس” الذي انقضى وعامها الثاني الذي تتطلع إليه بعزيمة وأمل كبيرين، احتفلت “منصة نون للتعلم عن بعد” التابعة لقطر الخيرية بتكريم الخريجين المتميزين من دوراتها في مجالات التعليم، التدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي، تقديرا لتفوقهم، وفريق عمل المنصة من المعلمين والمدربين والمشرفين وكل الداعمين عرفاناً بجميل ما قدموه.
وقد شكلت منصة نون للتعليم عن بعد إضافة نوعية في مجالها متحدية الظروف الصعبة التي كانت مقترنة بالإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا قبل أكثر من عام واعتبرت أحد البدائل المفضلة لسد الفجوة التي نتجت عن توقف نشاط مؤسسات تعليمية وتدريبية وثقافية لفترة من الزمن، حيث بلغ عدد من استفاد منها 1750 شخصاً من كافة الشرائح العمرية، في مجالات تعليم القرآن وتجويده والقاعدة النورانية والتدريب على فنون الأشغال اليدوية وبرامج التمكين الاقتصادي (المشروعات الصغيرة)، فضلاً عن الدورات التثقيفية والتوعوية للشباب والمعلمات والأمهات والجمهور بشكل عام، وكان من بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة.

وفي كلمته في الحفل أعرب السيد فيصل بن راشد الفهيدة مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع البرامج وتنمية المجتمع بقطر الخيرية عن اعتزازه بالدور الريادي والإنجازات التي حققتها منصة نون خلال جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية بما فيها إغلاق مؤسسات التعليم ومراكز التدريب والتحفيظ لفترة من الزمن.
وقال “إن منصة نون ببرامجها ودوراتها التي نظّمتها للطلاب ولشرائح المجتمع الأخرى داخل قطر تعتبر أحد أهم الملاذات الآمنة، والبدائل المفضّلة لسد الفجوة التي خلّفتها الجائحة”.
وأضاف قائلاً: “لقد كانت مراكز تنمية المجتمع التابعة لقطر الخيرية أمام تحدٍّ حقيقي بعد جائحة كورونا كي لا يتوقف عطاؤها المعرفي والتوعوي والتثقيفي.. فكانت منصة نون الجسر الذي تجددَ عبره التواصل بين المراكز وجميع المستفيدين دون انقطاع، واستمرت من خلاله مسيرة الإشعاع والخير دون توقف، ليس هذا فحسب بل أصبحت المنصة رافداً جديداً يواكب التطور الحاصل في التعليم على مستوى العالم”.
ووجه الفهيدة أسمى آيات الشكر والتقدير لفريق عمل المنصة الذي عمل حتى رأت المنصة النور، ولكل من بذل الجهد والوقت من أجل تشغيلها وتسييرها من المعلمين والمدربين والمشرفين، ولكل الداعمين لهذه المنصة والشركاء الذين تتقاسم قطر الخيرية وإياهم هذا الفرح والنجاح.
وكأحد مدربي المنصة تحدث الشيخ خالد أبوموزة، قطر الخيرية، مهنئاً قطر الخيرية على هذا الإنجاز، وقال “إنها منصة مميزة ورائعة وتعتبر نقلة نوعية لقطر الخيرية في مجال التعليم عن بعد، متمنيا أن تكون هناك منصات متخصصة أخرى”، كما تحدث عن تجربته في التواصل عبر الوسائل الإلكترونية في ظل الجائحة، مشيرا إلى أن العلماء يمكن لهم تقديم الخير الكثير للناس من خلال توظيف هذه الوسائل.

فقرة تفاعلية

وتضمن برنامج الحفل فقرة تفاعلية قدمتها الإعلامية أسماء الحمادي وطرحت خلالها سؤالاً للجمهور عن مدى الاستفادة من العالم الافتراضي واستخدام برامج الإنترنت مثل “مايكروسوفت تيمز” وغيره في التعليم والتدريب.
ثم أثنت على جهود منصة نون وقالت إن قطر الخيرية وفي ذروة الجائحة، وبينما انتقل الملايين حول العالم إلى واقعٍ افتراضي استطاعت وباحترافية عالية ابتكار الحلول المناسبة، لضمان استمرار خدماتها الثقافية والعلمية، والبرامج التدريبية، متمنية لها الاستمرار والتميز.

التكريم

وفي ختام الحفل قام السيد فيصل بن راشد الفهيدة مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع البرامج وتنمية المجتمع بقطر الخيرية بتكريم السيد جاسم العمادي مدير إدارة العلاقات العامة بقطر الخيرية لجهوده السابقة في تأسيس المنصة وفريق عمل المنصة وعدد من المعلمين والمشرفين والمدربين، الذين أسهموا في إنجاح هذه التجربة.
وأعرب السيد جاسم العمادي عن سعادته بتكريمه وفريق عمل المنصة وقال إن هذا التكريم أسعدهم ويعد دافعا لهم لتقديم مزيد من العمل المتميز، لافتا إلى أن المنصة بدأت بحوالي 50 مشاركا وأصبح عدد المستفيدين منها اليوم أكثر من 1750 شخصا.

المستفيدون من المنصة: “نون” بصمة متميزة في التعليم ودعم ريادة الأعمال

رغم حداثة تجربتها فقد تركت منصة “نون للتعلم عن بعد” أثراً واضحاً على المستفيدين من أنشطتها في مجالات التعليم والتدريب ومشاريع التمكين الاقتصادي وريادة الأعمال.
ففي مجال التمكين الاقتصادي، أشادت صاحبة مشروع “آفاق” منى البدر ببرنامج تمكين عبر منصة “نون” الذي ساعد المشاريع القطرية على أن ترى النور بسهولة وأن تصل لأكبر شريحة من المجتمع القطري، فيما تقدمت صاحبة فكرة مشروع “كيكاتي” سارة الباقر بالشكر لقطر الخيرية على دعمها المتواصل لمشروعها، وقالت إن الحملة الترويجية التي قامت بها قطر الخيرية لمشروعها قد لاقت صدى واسعا داخل المجتمع القطري.

أما في مجال تعليم القرآن، فقد عبرت والدة الطالب إبراهيم العبدالله من ذوي “الإعاقة الذهنية” الذي يبلغ من العمر 19 سنة عن شكرها لقطر الخيرية على تقديمها برنامج تعليم القرآن لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الطالب ناصر المالكي أحد طلاب المنصة “كنت أتمنى أن أجد من يحفظني القرآن الكريم منذ فترة طويلة إلى أن وجدت إعلان منصة “نون” وبدأت بتعلم القرآن الكريم بالتجويد الصحيح وبدأت بالحفظ ولله الحمد”.
بدورها قالت الطالبة خولة الغفراني التي ختمت المصحف عبر المنصة: بفضل الله ثم بفضل منصة “نون” لم أتوقف عن مواصلة تعلم القرآن الكريم. وأعربت والدة الطالبة حور إبراهيم عن شكرها لقطر الخيرية على برنامج القاعدة النورانية والتي أفادت ابنتها كثيرا، حيث أحرزت تقدماً كبيراً في نطق الحروف الهجائية.
وعلى نحو متصل عبرت المشاركات في برنامج “صيفك غير3” الذي نظمته قطر الخيرية ضمن المنصة في العام الماضي عن إعجابهن واستمتاعهن بالورش اليدوية التي عززت لديهن المهارات اليدوية التي تميزت بتنوع الأدوات وآلية التنفيذ.
من جهة أخرى أوضحت السيدة عائشة راشد الكواري مديرة مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع الخور – نساء: تمكنت منصة “نون للتعليم عن بعد” من تحقيق النجاح بفضل التوظيف الأمثل لها في التواصل مع منتسبي المراكز في تعليم القرآن الكريم والعديد من البرامج التي طرحت من خلالها كالبرامج الصيفية والدورات وتسهيل التواصل مع المجتمع المحلي.

منصة “نون”.. حصاد إنجازات العام الأول

تمكنت قطر الخيرية خلال عام من الوصول إلى 1750 مستفيداً من دوراتها، ومحاضراتها الموسمية، وأنشطتها المتنوعة في المجالات المختلفة.

تعليم القرآن

ففي مجال التعليم والتدريب، نظمت المنصة بمختلف مناطق الدولة، دورات لتعليم وتجويد القرآن الكريم عبر برنامج “مايكروسوفت تيمز”، استفاد منها حوالي 1200 طالب وطالبة في تعلم القرآن الكريم والتعرف على مبادئ التجويد، ومعاني المفردات وفق المنهج المعتمد، وشارك في الدورة 5 طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لختم طالبتين للقرآن الكريم كاملا.
وللعناية بالناشئة نظمت المنصة دورة “القاعدة النورانية” في نسختها الأولى عن بُعد والتي شارك فيها 36 طفلاً من الجنسين، وهدفت الدورة إلى تمكينهم من تعلم الحروف الهجائية وتصحيح النطق.

الأشغال اليدوية

أما في مجال التأهيل، فقد تم تنظيم عدد من الدورات أهمها تدريب الفتيات على فنون الأعمال اليدوية من خلال ورش تدريبية “حقيبتي + دميتي”، والتي هدفت إلى صقل وتوظيف مهارات الفتيات في مجال الأعمال اليدوية مثل إعادة التدوير والحفاظ على البيئة وتحويلها إلى منتجات تحقق فوائد للشخص وللمجتمع، استفاد منها 34 فتاة.

المحاضرات التوعوية

ولم يقتصر دور منصة نون على الطلاب والشباب فقط، حيث أفردت دورة خاصة تحت اسم “القرار بين يديك” استفاد منها 119 من فئة المعلمات وأولياء الأمور، تناولت العديد من المحاور مثل مفهوم الضغط النفسي وأنواعه وطرحت الحلول لذلك، كما نظمت دورة في التوظيف الفعال لمنصة تيمز في تعليم القرآن الكريم للمعلمين والمشرفين، بالإضافة إلى تنظيم ورشة (طفل يقرأ) للأطفال من سن 6 – 9 سنوات بالتعاون مع شركة “كتاتيب” وشهدت تفاعلاً كبيراً من خلال المسابقات التنافسية والورش التفاعلية لعملية القراءة.
وفي مجال التثقيف والتوعية، قدمت من خلال المنصة 10 محاضرات دينية وثقافية في مختلف المناسبات الدينية مثل العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة قدمها عدد من الدعاة والمختصين. كما تم التعاون مع وزارة التعليم من خلال تقديم عدد من الورش مع المدارس الابتدائية بعنوان – أهمية تعلم القاعدة النورانية – مهارات التفكير الإيجابي.

المشاريع الصغيرة

ونظمت المنصة في مجال التمكين الاقتصادي برامج تدريبية متكاملة لأصحاب الأفكار والمشاريع الصغيرة (سيدات ورجال) من الراغبين في تطوير المشاريع المتعثرة، بالتعاون مع شركة “إطلاق لريادة الأعمال” و”مركز بداية”، حيث تضمن البرنامج 6 ورش تدريبية تناولت موضوعات مختلفة تساهم في تحويل الأفكار لدى الأفراد إلى مشاريع تجارية ناجحة.

المصدر: الشرق القطرية