مع حلول شهر رمضان..حزن وفقر يخيمان على بيوت منتفعي الشؤون في غزة

يخيّم الحزن والقهر على عائلة أبو حمد في غزة جراء عدم صرف وزارة التنمية الاجتماعية المخصصات المالية للأسر الفقيرة قبيل شهر رمضان المبارك، في وقت تزداد فيه الديون المتراكمة على هذه العائلة واحتياجات الشهر الفضيل.

ستة شهور مضت على آخر دفعة استلمتها العائلة من الوزارة، وقبلها اضطرت للانتظار 4 أضعاف ذلك لاستلام آخر دُفعة، في حين أنه يحق للأسر الفقيرة تسلم 4 دُفعات سنوية بحسب برنامج الضمان الاجتماعي.

وتقول الأرملة أم إبراهيم أبو حمد (70عامًا) في حديثها لمراسل “صفا” إن ظروف هذا الشهر الفضيل قد تكون الأسوأ مطلقًا، فلا معيل لدينا، وجميع أبنائي لا يعملون، وأسطوانة غاز الطهي فارغة، متسائلة: من يتحمل هذا القهر والظلم الذي نعيشه؟

وتضيف: “وضعنا سيء جدًا؛ فقد كنت أتقاضى دفعة مالية بقدر 1800 شيكل، جزء منها يُخصَص لسداد الديون وأخرى للعلاج، وما يتبقى منها نشتري بها لوازم البيت. لكن الآن لا شيء من ذلك”.

وتستهجن أبو إبراهيم تذرع السلطة الفلسطينية المتكرر بالأزمة المالية، رغم استمرار صرف رواتب موظفيها ومسؤوليها.

وعود خدّاعة

محمود اليازجي (45عامًا) من ذوي الاحتياجات الخاصة يشتكي كذلك من الفقر والقهر، حيث يسكن بالإيجار ولديه 3 أطفال ويعجز عن توفير حياة كريمة لهم.

ويتساءل اليازجي: هل يعلم المسؤول الوضع المأساوي الذي نعيشه اليوم جراء عدم صرف مخصصاتنا المالية؟

ويتنقل الضرير اليازجي كل 4 شهور من بيت لآخر؛ جراء عجزه عن سداد إيجار المنزل، حيث يشكل ذلك معاناة إضافية بحكم وضعه الصحي، في وقت تتراكم عليه ديون الإيجار إلى 5400 شيكل.

ويقول: “لقد بعت أثاث بيتي ووقّعت على مستندات دفع، وحاليًا غارق في الديون؛ كما أن الظلم والقهر الذي نحياه لا يتوقف على استقبالنا لرمضان، فلا مناسبة تمر علينا إلاّ تتضاعف جراحنا، يقول اليازجي.

كما أن مرارة الفقر لم تختلف لدى المواطن صخر بدوان (50 عامًا) عما سبقوه، إذ أن نظرات الغضب لديه تتحدث عن المعاناة التي يحياها هو وأسرته المكونة من 8 أفراد.

ويصف بدوان انقطاع صرف المخصصات المالية عن الأسر الفقيرة بـ”الاستهتار المتعمد” من قبل وزارة التنمية الاجتماعية باحتياجات الفقراء ومتطلبات حياتهم الأساسية خاصة مع حلول الشهر المبارك.

ويقول: أبحث عن عمل كي أقي عائلتي الفقر والعوز بالرغم من خطورة إقدامي على هذه الخطوة بحكم وضعي الصحي”.

ولا يستطيع بدوان إرسال الإيفاء بالتعليم الجامعي لأبنائه، في حين أنه يعجز عن التكفل بمصاريف أبنائه المدرسية، حيث يُناشد الرئيس محمود عباس بالنظر بعين الرحمة لأهل غزة، والإسراع بصرف تلك المخصصات لسد احتياجاتهم خلال شهر رمضان.

أزمة متراكمة

من جهته، يقول الناطق الإعلامي باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق منتفعي الشؤون الاجتماعية صبحي المغربي أن الأسر الفقيرة تعاني من أزمة متراكمة جراء توقف صرف مخصصاتها المالية التي بدأت في عام 2017.

ويقول المغربي لمراسل “صفا”: تلك الأسر كانت تتقاضى 4 دفعات مالية خلال العام، ثم تقلصت لدفعتين بحلول 2018 وحتى عام 2020، وفي عام 2021 لم تصرف أي دفعة للأسر الفقيرة، مما شكل ذلك أزمة غير مسبوقة بحقهم.

يُشار إلى أن الوزارة صرفت في أكتوبر لعام 2022 دفعة مالية للأسر الفقيرة؛ بعد انقطاع دام 23 شهرًا عن آخر دفعة سبقتها بقيمة 750 شيكل موحّدة على الجميع.

ويشدد المغربي على أن الاتحاد الأوروبي يدعم موازنة برنامج الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة بنسبة 40% فيما تتكفل السلطة ببقية الدفعة؛ لكنها (السلطة) تتذرع بالأزمة المالية، على حد وصفه.

ويبلغ عدد الأسر الفقيرة في قطاع غزة والتي تستفيد من برنامج الضمان الاجتماعي نحو 81 ألف أسرة بما يعادل 650 ألف شخص، في حين تصل أعدادهم في الضفة المحتلة إلى أقل من نصف ذلك.

ويؤكد المغربي أنه كانت هناك وعود من الوزارة بصرف دفعة قبيل شهر رمضان المبارك؛ لكن ها هو يقبل علينا الشهر الفضيل دون تحمّل أدنى أي مسؤولية تجاه الفقراء.

المصدر: صفا