كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية النقاب اليوم عن قيام مكتب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي بحملة تضليل ورفع للمعنويات والموجهة لسكان الكيان خلال عدوان أيار/مايو 2021 على قطاع غزة والتي أطلقت عليها المقاومة اسم معركة “سيف القدس”.
وذكرت الصحيفة أن الجيش استخدم حسابات وهمية على مواقع التواصل ليثبت بأنه يرد بقوة على هجمات حركة حماس، حيث تم نشر عشرات الفيديوهات عبر تغريدات تحمل هاشتاغ “غزة ستندم” ونشرت في حسابات كثيرة منها كتعليقات على حساب عضو الكنيست حينها ايتمار بن غفير وغيره، وتم نشر الفيديوهات على جروبات لداعمي بنيامين نتنياهو.
في حين، نقل عن ضابط كبير قوله إن هذه التصرفات غير قانونية، في الوقت الذي اعترف فيه الجيش بأنه قد أخطأ في الأسلوب.
وقالت الصحيفة إن هدف الحملة هو زيادة وعي الإسرائيليين لمدى قوة الهجمات التي ينفذها في غزة والثمن الذي يدفعه الفلسطينيون.
وأضافت “قام الجنود بنشر منشورات عبر حسابات وهمية على شبكات التواصل بهدف التمويه على حقيقة أن الناطق بلسان الجيش هو المسئول عن الحملة”.
بينما اعترف الناطق العسكري أمس أنه استخدم حسابات وهمية لنشر معلومات، مشيرًا إلى أن ذلك كان خطئاً.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحسابات الوهمية كانت موزعة على فيسبوك وتويتر وانستغرام وتيكتوك.
وأشار إلى أن جنود الناطق بلسان الجيش نشروا صوراً وفيديوهات من الغارات على غزة تحت شعار “غزة ستندم”.
وكتب أيضاً أنه “يتوجب أن يرى الجميع حجم الضربات الإسرائيلية في القطاع لكي يرى الجميع كم نحن أقوياء”، و”شاركوا لتعرفوا بأننا نرد بقوة”.
في حين، كشفت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أن خطة تفعيل “حملة الوعي” والتي كانت موجهة للشارع الإسرائيلي بدأت بعد أيام معدودة من بدء العملية العسكرية بعد أن ساد الشعور بأن الجمهور الإسرائيلي يركز أكثر على ضرر صواريخ حماس، ولا يهتم بما يكفي لهجمات الجيش في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن استخدام الحسابات الوهمية جاء لمنع أي إمكانية لنسب هذه الحملة للجيش لكي تبدو الحملة وكأنها عفوية من الجمهور.
وفي إطار الحملة، خطط الناطق بلسان الجيش لتطبيق الحملة عبر حسابات وهمية وكذلك عبر حسابين شهيرين جداً على انستغرام وهي “بازام و جنود يغردون” والتي يتابعها مئات آلاف الإسرائيليين.
وتم تصنيف التعاون مع الحسابين على أنه سري، ولكن وفي اليوم الأول لعملية التضليل نشر حساب “جنود يغردون” منشوراً يحتوي على صورة تدمير مبنى في قلب غزة وتحته شعار “غزة تندم” و”يجب تدمير غزة على رؤوس من فيها”.
وقالت الصحيفة إنه من غير الواضح فيما إذا قام الجيش بدفع المال لأصحاب الحسابين إلا أنه نقل عن مصدر مطلع قوله إن التعاون مع الحسابين لم يكن يتيماً بل اشتمل على مجالات أخرى.
كما خطط الجيش لتطوير الحملة عبر إشراك حسابات اخرى مشهورة عبر شبكات التواصل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن الحملة كانت معدة للجمهور الإسرائيلي وهي حملة تضليل ممنهجة وتستخدم عادة تجاه أعداء “إسرائيل” وليس تجاه الداخل.
وأضاف “عمل جنود الناطق العسكري هدي زيلبرمان على نشر تغريداتهم ومنشوراتهم على تعليقات في حسابات مشهورة مثل حساب ايتمار بن غفير وبعض صحافيي اليمين”.
وبينت الصحيفة ان هذا الكشف ليس الأول من نوعه حيث سبق للصحيفة أن كشفت النقاب عن قيام الجيش بالتعاقد مع مشغل قناة التلغرام “أبو علي اكسبرس” ليساهم في نشر معلومات يرغب الجيش في نشرها سعياً لرفع معنويات الشارع الإسرائيلي وإحباط معنويات الخصم، فتم التعاقد مع أبو علي بموافقة قائد المنطقة الجنوبية الأسبق هرتسي هليفي والذي يشغل اليوم منصب قائد الأركان.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140359