قبل أن يبدأوا إضرابهم المفتوح عن الطعام مع انطلاق شهر رمضان، نجح الأسرى الفلسطينيون في تحقيق أهدافهم، بوصولهم إلى اتفاق مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين في المخابرات ومصلحة السجون.
وكان مقررا أن يبدأ نحو ألفي أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، إضرابا مفتوحا عن الطعام، مع اليوم الأول من رمضان، رفضا لإجراءات وتعليمات إدارة السجون التضييقية عليهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الأسرى إضرابا جماعيا أو فرديا عن الطعام بسبب سلسلة التضييق الإسرائيلي عليهم، وترصد “الأناضول” في هذا التقرير أبرز تلك الإضرابات منذ العام 1969.
تعليق الإضراب
مساء الأربعاء الماضي، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية وجمعية نادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، أنه “بعد وقف الإجراءات العقابية والتعسفية بحق الأسرى، تم الاتفاق على تعليق خطوة الإضراب”.
ومنذ 14 فبراير/شباط الماضي، ينفذ الأسرى الفلسطينيين “عصيانا” ضد إجراءات وتعليمات إدارة السجون الإسرائيلية، تمهيدا لخوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام.
وتشمل الإجراءات ضد الأسرى، التي جاءت بإيعاز من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، “التصديق على مشاريع قوانين عنصرية، أبرزها إعدام الأسرى، وحرمانهم من العلاج”.
كما تشمل “التحكم بكمية المياه التي يستخدمونها، وتقليص مدة الاستحمام، وتزويدهم بخبز رديء، ومضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش، ومضاعفة عمليات العزل الانفرادي، وتصعيد عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة”.
رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية قدري أبو بكر، قال إن “خطوة الإضراب جاءت بعد فشل كافة الجهود وتعنت السلطات الإسرائيلية”.
وأضاف أبو بكر، للأناضول، أن “الأوضاع خارج السجون لن تكون بعيدة عن ما يجري داخلها، وقد تتفجر خلال شهر رمضان حال استمرت الانتهاكات بحق الأسرى”.
الأسرى في أرقام
وتحتجز إسرائيل في سجونها 4800 أسيرا فلسطينيا، يقبعون في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 29 أسيرة، و170 طفلا وقاصرا، إضافة إلى عدد من الأسرى المعتقلين منذ عقود.
ومن بين الأسرى 23 فلسطينيا، اعتقلتهم إسرائيل قبل توقيع اتفاق “أوسلو” 1993، أقدمهم محمد الطوس منذ 1985، بالإضافة إلى 11 أسيرا من المحررين في صفقة “وفاء الأحرار- شاليط (2011)” الذين أعيد اعتقالهم.
ويمضي 554 أسيرا أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، بينهم عبدالله البرغوثي صاحب أعلى حكم (67 مؤبدا)، إضافة إلى وجود 600 معتقلا مريضا، و1000 معتقل إداري (دون تهمة)، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني.
إضرابات جماعية
وخلال أكثر من 5 عقود، نظم الأسرى الفلسطينيون إضرابات جماعية عديدة داخل السجون الإسرائيلية، رفضا لإجراءات إدارة السجون بحقهم، أو لتحقيق مطالب مختلفة، أو للمطالبة بالإفراج عنهم.
في 1969 خاض الأسرى إضرابين، الأول بسجن الرملة (وسط)، لمدة 11 يوما، والآخر بمعتقل كفار يونا لمدة 8 أيام، للمطالبة بزيادة كمية الطعام ووقت الفورة (الفسحة) وإدخال القرطاسية (الدفاتر والأقلام).
في 1970، خاض الأسرى إضرابين، الأول بسجن “نفي ترتسا” لمدة 9 أيام، والآخر بسجن عسقلان لمدة 7 أيام، وأسفر عن وفاة عبدالقادر أبوالفحم.
في 1973، أضرب الأسرى في سجن بئر السبع عن الطعام، لمدة 24 يوما.
في 1976، أضرب الأسرى في سجن عسقلان لمدة 45 يوما.
في 1977، أضرب الأسرى في سجن عسقلان لمدة 20 يوما.
في 1980، أضرب الأسرى في سجن نفحة لمدة 33 يوما، ما أسفر عن وفاة ثلاثة منهم: راسم حلاوة، وأنيس دولة، علي الجعفري.
في 1984، أضرب الأسرى في سجن جنيد بنابلس لمدة 13 يوما، وحقق إنجازات، بإدخال أجهزة الراديو والتلفاز.
في 1987، أضرب الأسرى في سجن جنيد لمدة 20 يوما.
في 1988، أضرب الأسرى في كل السجون ليوم واحد تزامنا مع إضراب أعلنته القيادة الموحدة للانتفاضة (انتفاضة الحجارة التي بدأت في ديسمبر/ كانون الأول 1987).
في 1991، أضرب الأسرى في سجن نفحة لمدة 17 يوما.
في 1992، أضرب الأسرى في كل السجون فيما يعرف بإضراب (سبتمبر) أيلول، لمدة 22 يوما، وشارك فيه 7000 أسير.
في 1995، أضرب الأسرى في كل السجون لمدة 18 يوما، مطالبين بالإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات.
في 1996، أضرب الأسرى في كل السجون لمدة 18 يوما.
في 1998، أضرب الأسرى في كل السجون احتجاجا على إفراج إسرائيل عن 150 جنائيا فلسطينيا، ضمن صفقة شملت 750 أسيرا.
في 2000، أضرب الأسرى في كل السجون لمدة شهر، احتجاجا على سياسة العزل والقيود والشروط المذلة على زيارات الأهالي.
في 2001، أضربت الأسيرات في سجن “نيفي تريستا” لمدة 8 أيام.
في 2004، خاض الأسرى إضرابين، الأول في كل السجون لمدة 19 يوما، والآخر في سجن “هداريم” لمدة شهرين.
في 2006، أضرب الأسرى في سجن شطّة لمدة 7 أيام.
في 2011، أضرب أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين لمدة 22 يوما، للمطالبة بوقف سياسة العزل الانفرادي.
في 2012، أضرب نحو 1500 أسير لمدة 28 يوما، لعدة مطالب كان عنوانها إنهاء العزل الانفرادي.
في 2014، أضرب الأسرى الإداريون عن الطعام لمدة 62 يوما، احتجاجا على استمرار سياسة الاعتقال الإداري.
في 2017، أضرب نحو 1500 أسير يتبعون لحركة التحرير الوطني “فتح” في سجون مختلفة، لمدة 42 يوما.
إضرابات فردية
إلى جانب الإضرابات الجماعية، خاض أسرى فلسطينيون إضرابات فردية، غالبيتها رفضا لاعتقالهم الإداري (دون تهمة)، أحدثهم خليل عواودة الذي أضرب عن الطعام لمدة 172 يوما.
والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، بزعم وجود “ملف سري” للمعتقل، دون توجيه لائحة اتهام، قد يمتد لـ6 أشهر قابلة للتمديد مرات عديدة.
وخاض عشرات الأسرى إضرابات عن الطعام، علّقوها لاحقا، بعد تحديد مواعيد الإفراج عنهم، ومن أبرزهم:
خضر عدنان: خاض عدة إضرابات عن الطعام، 66 يوما في 2012، و52 يوما في 2015، و 59 يوما في 2018، و25 يوما في 2021، ويستمر إضرابه منذ 5 فبراير/شباط الماضي، رفضا للاعتقال الإداري.
ثائر حلاحلة: خاض إضرابا عن الطعام في 2012، لمدة 76 يوما.
سامر العيساوي: خاض إضرابا عن الطعام في 2012، لمدة 265 يوما.
أيمن الشراونة: خاض إضرابا عن الطعام في 2012، لمدة 261 يوما.
أيمن حمدان: خاض إضرابا عن الطعام في 2012، لمدة 130 يوما.
عادل حريبات: خاض إضرابا عن الطعام في 2013، لمدة 129 يوما.
أيمن اطبيش: أضرب عن الطعام مرتين، 104 أيام في 2013، و123 يوما في 2014.
بلال كايد: خاض إضرابا عن الطعام في 2016، لمدة 71 يوما.
أكرم الفسيسي: خاض إضرابا عن الطعام في 2014، لمدة 70 يوما.
محمد القيق: خاض إضرابا عن الطعام في 2015، لمدة 94 يوما.
محمد علان: خاض إضرابين عن الطعام، 65 يوما في 2015، و43 يوما في 2017.
أحمد غنام: خاض إضرابا عن الطعام في 2019، لمدة 102 يوم.
ماهر الأخرس: خاض إضرابا عن الطعام في 2020، لمدة 103 أيام.
كايد الفسفوس: خاض إضرابا عن الطعام في 2020، لمدة 131 يوما.
الغضنفر أبوعطوان: خاض إضرابا عن الطعام في 2021، لمدة 65 يوما.
هشام أبوهواش: خاض إضرابا عن الطعام في 2022 ، لمدة 141 يوما.
المصدر: الأناضول
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=140391