طالب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” الاتحاد الأوروبي ودوله بضرورة حماية المدارس التي موّل بناها من الهدم، كما وأدان المركز بأشد العبارات وأقساها قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد من هدم للمرة الثانية لمدرسة “تحدي5 الأساسية المختلطة” بمنطقة جب الذيب في قرية بيت تعمر شرق بيت لحم، والتي يدرس فيها أكثر من (60) طالب وطالبة من الصف الأول حتى الصف الرابع من التجمعات السكانية البدوية في المنطقة من كل من جب الذيب، الزواهرة، الوحش، أبو محيميد، علماً بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بهدم تلك المدرسة في المرة الأولى في العام 2017.
وأكد مركز “شمس” أن هدم المدرسة للمرة الثانية يؤكد على سياسة الاحتلال الإسرائيلي الوحشية والعنصرية بحق الأطفال الفلسطينيين.
وتساءل عن (الخطر) الذي تشكله المدرسة من وجهة نظر الاحتلال، تهديدها على (الأمن القومي الإسرائيلي)؟ أو حتى على جنود الاحتلال المدججين بأحدث الأسلحة والتجهيزات العسكرية المتطورة، وقال المركز أن هذا الاعتداء الإسرائيلي وهدم المدرسة يعبر بشكل لا لبس فيه عن السياسية العنصرية التي تنتهجها دولة الاحتلال اتجاه المواطنين الفلسطينيين بشكل عام، واتجاه الأطفال على وجه الخصوص والمتمثلة في قتلهم وملاحقتهم واعتقالهم ومنعهم من التعليم والاعتداء على حق أساسي من حقوقهم، وحرمانهم من التعليم في بيئة تعليمية صحية وآمنه.
ولفت إلى أن الطلبة في تلك المدرسة يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام يومياً من أجل الوصول إلى مدرستهم وتلقي تعليمهم الأساسي، ففي الوقت الذي تقوم فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي ببناء المدارس على الطراز الحديث للمستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفر لها كافة السبل الصحية والتعليمية كمدارس عصرية ونموذجية للمستوطنين، تقوم بهدم مدرسة مبنية من الصفيح للأطفال الفلسطينيين في انتهاك وتحدي واضح لكل القيم الأخلاقية والحقوقية والقانونية التي كفلها القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشدد مركز “شمس” على أن هذه العمل المدان ما هو إلا فصل جديد من فصول النكبة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض والشعب والمساكن والمؤسسات التعليمية الفلسطينية منذ النكبة حتى يومنا هذا وهو انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي المدنيين في حالات الحرب والنزاعات المسلحة وتؤكد على تحييد الأطفال والمؤسسات التعليمية والثقافية ومؤسسات الإغاثة عن الأعمال العدائية والعمليات الحربية، وهو انتهاك صارخ للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية ولمبادئ الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في حماية الطفولة وحقوق الإنسان.
وطالب مركز “شمس” دول الاتحاد الأوروبي بضرورة استخدام علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي للضغط على حكومة الاحتلال العنصرية لوقف جرائم الاحتلال اليومية والمتواصلة بحق الشعب والفلسطيني وأهمها الجرائم ضد الأطفال الفلسطينيين وجرائم هدم المدارس في الأراضي الفلسطينية المحتلة إذ بلغ عدد المدارس التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 2016م (11) مدرسة، علماً بأن هذه المدارس يتم بناؤها بأموال التبرعات ومشاريع الدعم للقطاع التعليمي الفلسطيني من دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=141338