أعاد بيان حركة “السلام الآن” الإسرائيلية (يسارية)، الحديث مجددا عن إحياء مخطط مشروع “شرق واحد”، الذي رمز له بـ “E 1″، وهو مشروع استيطاني شرق القدس يقام على مساحة 12 كيلومترا مربعا، للربط بين مستوطنة “معاليه أدوميم” ومدينة القدس، ويهدد قيام أي كيان فلسطيني، إضافة إلى انهائه تماما لمشروع حق الدولتين.
ويقع هذا المشروع على حدود البلدات المقدسية “عناتا” و”العيساوية” و”الزعيم” و”العيزرية” و”أبو ديس”، وهي بلدات بات يهددها المشروع بالزوال، وبالتالي التغيير الديمغرافي للمنطقة لصالح المستوطنين.
كما سيعمل المشروع الاستيطاني على تقطيع أوصال الضفة الغربية، وفصل وسطها عن شمالها، مما يعزز حالة تقسيم الضفة الغربية إلى “كانتونات”، وبالتالي تلاشي فرص قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.
وقال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في القدس المحتلة، إن مخطط “شرق واحد” يشكل خطورة كبيرة على العاصمة الفلسطينية “القدس” وذلك بتفتيتها إلى قطع صغيرة لا ترقى لأن تكون عاصمة مطلقا.
وأضاف التفكجي لـ”قدس برس”، أن هذا المخطط معد له مسبقا منذ عام 1994 وتمت المصادقة عليه عام 1997 على مساحة أرض تبلغ اثني عشر ألفا و 443 دونما من أراضي المواطنين الفلسطينيين في قرى كل من (الطور، عناتا، أو ديس، العيزرية).
وأشار إلى أن الهدف من المخطط هو؛ إقامة منطقة صناعية على مساحة 1كم مربع، وإقامة 4000 وحدة استيطانية و 10 فنادق، وهذه أهداف المخطط الذي كان يسعى لتنفيذه آنذاك وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق اسحق مردخاي.
وأكد التفكجي، أن خطوة المخطط الإسرائيلي تكمن في عدة نقاط رئيسية وهي إغلاق المنطقة الشرقية من منطقة القدس بشكل كامل وتطويق المناطق (عناتا، الطور، حزما)، وليس هناك أي إمكانية للتوسع لمستقبلي تجاه الشرق.
وأوضح أن هذا يمنع إقامة شرقي القدس (كعاصمة لفلسطين) وإمكانية تطورها باتجاه الشرق، وربط جميع المستوطنات في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستوطنات داخل حدود البلدية بالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستوطنات.
بدوره، يرى المتابع للشأن العبري عادل شديد، أن لهذا المشروع عدة خلفيات ومكونات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية وديمغرافية، وسيؤدي إلى “منع قيام أي شكل لكيان أو دولة فلسطينية مهما كان شكلها”.
وقال شديد لـ”قدس برس”، إن الاحتلال يسعى لتكريس هذا المشروع لما له من أثار اقتصادية سيكون مردودها كبير على خزينته المالية، وخاصة في موضوع السياحة وجذب السياح وضرب السياحة في الأردن ومناطق السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن لهذا المشروع “مخاطر على الأحواض المائية وما تشكله من عصب رئيسي للحياة لدى الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن يؤمن احتياجاته بدون هذه الأحواض التي سيسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل”.
والأخطر حسب شديد سيكون “التغير في المعالم لمدينة القدس ليطغى عليها الطابع العمراني الاستيطاني اليهودي، والتغيير في التعداد السكاني لأنه ستكون المناطق السكنية محدودة جدا للمقدسيين وتوسع كبير في المستوطنات والمستوطنين”.
وأرجأت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، خلال السنوات الماضية، أكثر من مرة الإقرار النهائي لمخطط E1 بسبب اعتراضات دولية بشأنه، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
ويهدف المخطط إلى إقامة “القدس الكبرى” بالمفهوم الإسرائيلي الذي يعادل 10 بالمئة من مساحة الضفة المحتلة، ويشكل خطورة كبيرة على العاصمة الفلسطينية “القدس” وذلك بتفتيتها إلى قطع صغيرة.
يذكر أن E1 أعد منذ عام 1994 وتمت المصادقة عليه عام 1997 على مساحة أرض تبلغ اثني عشر ألفا و 443 دنما من أراضي الفلسطينيين في قرى (الطور، عناتا، أو ديس، العيزرية).
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142104