“كنت أوفر من خلال هذه المساعدات وجبتي الفطور والغذاء لأطفالي لكنها توقّفت الآن؛ حسبنا الله ونعم الوكيل”، كلمات تحدثت بها المواطنة أم العبد الخور بحرقة بعد أن أوقفت مؤسسة المجتمعات العالمية “CHF” تنفيذ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بشكلٍ مفاجئ.
الخور التي تقطن في حي الصبرة جنوب مدينة غزة لا تزال تشعر بصدمة الرسالة التي وصلتها من “CHF” تخبرها بتوقيف برنامج “القسائم الشرائية” التي كانت تتسوّق بها من المحال التجارية لأبنائها الثمانية.
ومؤخرًا وصلت رسائل نصية لآلاف المستفيدين من البرنامج تُبلغهم بـوقف مؤقت للخدمات.
وجاء في الرسالة: السيد/.. في ظل نقص الموارد التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي حاليًا وحرصًا على استمرار المساعدات الغذائية للفئات الأكثر احتياجًا والأكثر هشاشة، يؤسفنا إبلاغك عن توقف مؤقت للمساعدة الغذائية لأسرتك ابتداءً من 1 يونيو 2023″.
وتقول الخور لمراسل “صفا” إنها كانت تتقاضى مساعدات القسائم الشرائية بقيمة 250 شيكلاً بشكل شهري منذ 13 عامًا؛ مضيفة “هي لا توفر الحياة الكريمة لنا؛ لكنها تلبي أدنى متطلبات الحياة، وكانت بمثابة قطرة الغيث لنا”.
وتعاني الخور من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، إذ أنها تعيل 8 من الأبناء، وزوجها يعمل بشكل متقطع بالكاد يستطيع توفير قوت العيش لأبنائه، وتناشد المسؤولين بالعمل على استئناف تلك المساعدات في أسرع وقت ممكن.
حكم بالإعدام
ويصف المواطن صلاح نصر (52 عامًا) وقف برنامج القسائم الشرائية بمثابة الحكم بالإعدام على من تبقى من “كرامة” للأسر الفقيرة في غزة، متسائلاً: ألا يدرك من اتخذ هذا القرار عواقبه الوخيمة علينا؟”.
ويعاني المواطن نصر من شلل نصفي ولا يستطيع العمل، في وقت يعيل 6 أبناء، ولا مصدر دخل لأسرته، موضحًا أن المساعدات التي يتلقّاها من “CHF” بالكاد توفر الاحتياجات الأساسية لأسرته في وقت يحتاج لمصاريف علاجية تتجاوز 100 دولار شهريًا.
ويقول نصر الذي يتقاضى هذه المساعدات منذ 7 أعوام “قطعوا علينا القسائم الغذائية منذ 40 يومًا، والله لا أملك شيئًا في البيت أستطيع فيه توفير الطعام اليومي لأبنائي، أين العالم مما يحدث لنا؟ أين المؤسسات الإغاثية؟ لماذا توقّفت هذه القسائم؟ ألا يفترض تطويرها وزيادة قيمتها؟”.
ذرائع واهية
بدوره، يؤكد المتحدث باسم منتفعي الشؤون الاجتماعية ومساعدات “CHF” صبحي المغربي أن توقّف هذه المساعدات جاء تحت ذرائع واهية بسبب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، ولوجود أزمة مالية لبرنامج الغذاء العالمي.
ويقول إن “تلك الأسباب ما هي إلا ذرائع واهية لإمعان القهر والعوز لآلاف الأسر الفقيرة في قطاع غزة”.
ويذكر المغربي في حديثه لمراسل “صفا” أن آلاف الأسر عزمت على خوض حراك واسع أمام مقر مؤسسة الـ “UNDP”-برنامج إنمائي يتبع للأمم المتحدة-بغزة لكن وسطاء تدخلوا بوقف الاحتجاجات وأن هناك وعودًا لاستئناف المساعدات.
يشير إلى أنه في حال عدم استئناف برنامج “CHF”” أعماله في قطاع غزة، فإن هناك برنامجًا سيتم لتصعيد احتجاجات الأسر الفقيرة، “ولن نقف مكتوفي الأيدي”، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، وانعدام الأمن الغذائي الذي وصل إلى نحو 70%.
وانطلق برنامج المجتمعات العالمية “CHF” في الأراضي الفلسطينية-الضفة المحتلة وقطاع غزة-منذ أكتوبر لعام 2009، وهو مخصص للأسر غير لاجئة؛ ويستفيد منه نحو 230 ألف فرد بواقع 39 ألف أسرة بالقطاع، و150 ألف فرد بالضفة بواقع 25 ألف أسرة.
وكان مشروع القسائم الشرائية يُنفذ بواسطة منظمة “أوكسفام” (Oxfam) الدولية حتى الأول من يناير 2017، لكنه نُقل إلى مؤسسة (CHF) بتمويل من برنامج الغذاء العالمي.
المصدر: صفا
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142240