“القدس للتسوق”..مهرجان يدعم بلدتها القديمة ويُنعش اقتصادها

نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها مدينة القدس المحتلة، بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق تجارها، ودعمًا لصمودهم، ارتأت جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية، بالشراكة مع مؤسّسة مسلمات بالداخل المحتل إطلاق مهرجان “القدس للتسوق”.

ووصل إلى مدينة القدس يوم السبت، 73 حافلة قادمة من مدن وقرى الداخل المحتل للمشاركة بـ “مهرجان التسوق”، دعمًا واسنادًا لأسواق المدينة، ولإنعاش أسواقها، مع حلول عيد الأضحى المبارك.

ومع كل عيد، يأمل التجار المقدسيون انتعاش اقتصادهم وزيادة الحركة التجارية والسياحية في أسواق المدينة المقدسة، من أجل تعويض خسائرهم التي يتكبدونها بسبب الحصار والإغلاقات المستمرة لمحالهم التجارية.

ووزعت جمعية الأقصى ومؤسّسة مسلمات نشرة خاصة على المشاركين في المهرجان تُعرّفهم من خلالها على 14 سوقًا في البلدة القديمة، مع خارطة بأماكن هذه الأسواق، وأبرز أنواع البضائع التي تُباع فيها.

دعم الاقتصاد

المدير الإداري في جمعية الأقصى يزيد جابر يقول إن مهرجان “القدس للتسوق” يأتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلدة القديمة بالقدس وتجارها، بسبب إجراءات الاحتلال المتواصلة في التضييق على التجار وإغلاق محالهم التجارية.

ويوضح جابر، في حديث لوكالة “صفا”، أن 73 حافلة من كافة قرى ومناطق الداخل شاركت في هذا المهرجان، للمساهمة في دعم الاقتصاد المقدسي وتمكين التجار المقدسيين وأهالي البلدة القديمة، عبر الشراء من أسواق البلدة القديمة، استعدادًا لعيد الأضحى.

ويضيف أن الفلسطينيين يستعدون للعيد، ويُجهزون موائدهم واحتياجاتهم من خلال التسوق وشراء البضائع والحلويات وكل مستلزمات العيد من المحلات التجارية في القدس، بهدف إنعاش الحركة التجارية فيها.

وشمل المهرجان شراء مستلزمات واحتياجات عيد الأضحى من البلدة القديمة، مع الحصول على تخفيضات خاصة من العديد من المحال التجارية، والتعرّف على أسواق البلدة التاريخية المتنوعة.

ويشير جابر إلى أن المهرجان تخلله العديد من الفعاليات، منها جولات إرشادية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة، للتعرف على المعالم العربية والإسلامية التاريخية العريقة.

ويبين أن المهرجان تتضمن أيضًا، ورشات ثقافية وفنية وألعاب عديدة للأطفال والرسم على الوجوه، واختتم بالصلاة في المسجد الأقصى، وتنظيم احتفالية على درجات قبة الصخرة المشرفة، وبالتكبيرات، احتفالًا بالعيد المبارك.

ويلفت إلى أن التجار المقدسيين استقبلوا المشاركين في المهرجان بترحاب شديد، وقدموا لهم كل التسهيلات والتخفيضات على البضائع.

ووفقًا لجابر، فإن جمعية الأقصى من خلال قوافلها التي تُسيرها للقدس والأقصى طوال العام، تدعو دائمًا الناس وتُشجعهم على التشوق من البلدة القديمة، ودعم الاقتصاد المقدسي.

ويضيف أن هذه مبادرة أولى ضمن مشروع نوعي له ما بعده، وسيكون هناك مهرجان موسمي، استقبالًا بعيد الأضحى، لافتًا إلى أن الجمعية تساهم من خلال مشاريعها وقوافل شد الرحال للأقصى، بدعم التجار المقدسيين وإنعاش أسواق البلدة القديمة.

إجراءات الاحتلال

وحول الإجراءات الإسرائيلية، يؤكد جابر أن سلطات الاحتلال لم ولن تتوانى عن فرض إجراءاتها وقيودها على الوافدين للمسجد الأقصى، وتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم الشخصية، لكن هذا لا يثنينا عن الرباط في مسجدنا وشد الرحال إليه.

ويتابع “نحن نأتي للقدس من أجل الصلاة بالمسجد الأقصى، ودعم أهلها والوقوف إلى جانبهم، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات وإجراءات إسرائيلية مستمرة، تُضيق الخناق على كل مناحي حياتهم”.

ووجه جابر رسالة لتجار القدس، قائلًا: “نحن معكم وبجانبكم، وسنبقى نشد الرحال ونأتي بالآلاف إلى الأقصى والقدس لدعم صمودكم وثباتكم في المدينة”.

بدورها، تقول آمنة الجمل من الداخل المحتل، إحدى المشاركات في المهرجان: “جئنا اليوم على مدينة القدس كي نتسوق من أسواق البلدة القديمة، وندعم صمود أهلها وتجارها، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك”.

وتضيف أن “مهرجان التسوق يأتي دعمًا وتثبيتًا لتجار القدس، الذي يدفعون ملايين الشواكل لأجل ترك مالهم التجارية وبيوتهم، لذلك يجب أن نرابط وندعم صمود أهل القدس، ونقف إلى جانبهم”.

المصدر: صفا