في الوقت الذي فرضت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة بؤر إستيطانية على أراضٍ استراتيجية بالداخل الفلسطيني المحتل، يعزف مستوطنون عن الإقامة بتلك الأماكن، بسبب عدم وجود بنى تحتية وأماكن عمل.
هذا الواقع المتناقض، تشهده منطقة عيلبون بالجليل الأعلى، والتي فرضت سلطات الاحتلال إقامة بؤرة إستيطانية على أراضيها، التابعة لملكية خاصة لمواطنين فلسطينيين.
ويبدو أن الإعلان عن إقامة البؤر الاستيطانية في الجليل، كما يحدث مع عيلبون، ليس إلا وسيلة للسيطرة على الأراضي ووضع اليد عليها، لا أكثر، دون حتى مجرد تخطيط لإسكان عصابات المستوطنين.
ومؤخرًا، غادر سكان مستوطنة “رافيد” المجاورة للمكان المفترض إقامة بؤرة إستيطانية جديدة فيه تحت مسمى “رمات أربيل”، بسبب انعدام مصادر الحياة من دخل وأماكن عمل ومحال.
وبالرغم من هذه المغادرة، تصر سلطات الاحتلال على إقامة البؤرة المذكورة الجديدة، والتي أعلنت حكومة الاحتلال مطلع الأسبوع عن شرعنتها.
وتشمل المنطقة المقرر إقامة البؤرة عليها نحو 200 دونما من الأراضي التابعة لمواطنين من عيلبون.
وترمي البؤرة لتوطين 500 عائلة يهودية، ضمن مخطط كبير لتكثيف المخططات التهويدية والاستيطانية في الجليل والنقب.
ورثة أجداد
ويقول رئيس مجلس محلي عيلبون بالجليل سمير أبو زيد: “إن المنطقة التي ستقام عليها البؤرة، تعود لملكية خاصة للمواطن الثمانيني محمد زعل سويطي 85 عاما، والتي ورثها عن أبيه منذ عام النكبة 1948”.
كما تتبع مساحات أخرى تبلغ عشرات الدونمات لحنا إلياس زريق من عيلبون وعائلات أخرى من عيلبون.
وجود وهمي
وحسب أبو زيد، فإن المنطقة التي تتركز فيها بعض البؤر الاستيطانية، أو يسكن بجوارها مستوطنون، تشهد مؤخرًا مغادرتهم لها، بسبب عدم توفر مصانع وأماكن تشغيل، أو مصادر دخل، ما يشكل عبئًا على السكن فيه”.
ويشير إلى أن سكان مستوطنة “رافيد” المجاورة، غادروها أيضًا مؤخرًا لذات السبب، وبالرغم من ذلك، لا تنوي سلطات الاحتلال التراجع عن إقامة البؤرة “رامات أربيل”.
وكانت سلطات الاحتلال قد وضعت يدها على الأرض قبل نحو 16 عاما، من خلال ما يسموا بـ”شبيبة التلال” من المستوطنين.
ويقول أبز زيد إن سلطات الاحتلال كانت ترفض طوال السنوات الماضية إعلانها مستوطنة رسمية، إلى أن صادقت على هذا المخطط قبل أيام، مع العلم أن المخطط سبق وأن تم الإعلان عنه قبل أشهر.
وطوال الفترة الماضية، كانت عيلبون، وتحديدًا المنطقة المستهدفة، تشهد اقتحامات للمستوطنين، ضمن محاولات الهيمنة على الأرض، ووضعوا كرفانات فيها.
ويقول أبو زيد “المعركة على هذه الأرض من عيلبون، ليست حديثة، فسابقًا أقام المستوطنون مباني عام 2007 عليها، وتم إخلاءها من حكومة الاحتلال، بسبب تصدي المواطنين لها”.
ويستدرك “إلا أن سلطات الاحتلال سمحت بوضع كرفانات في المستوطنة، وها هي اليوم تصادق على مخطط إقامة البؤرة، بالرغم من الاعتراضات التي قدمناها”.
ويؤكد أن المجلس سيدرس بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والسلطات المحلية العربية بالداخل، سبلًا وخطوات للتصدي لإقامة تلك البؤرة.
يُذكر أن حكومة الاحتلال صادقت مؤخرًا على مخطط كبير لتهويد الجليل والنقب.
المصدر: صفا
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142850