قرية “حيفا الكرمل”..وجه جديد لمأساة فلسطينيي سوريا

في الـ26 من شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، افتُتِحت في منطقة جبل “كلّي” بريف إدلب الشمالي، قرية “حيفا الكرمل” بتبرعات أهل الداخل الفلسطيني المحتل.

وتم نقل عشرات العائلات الفلسطينية إليها من مختلف المناطق في الشمال السوري، خاصة من مخيم “دير بلوط”، والذي يعتبر أسوأ تجمع يسكنه فلسطينيون؛ من حيث الأوضاع الإنسانية والخدمات.

للوهلة الأولى ظن أهالي التجمع الجديد، أن حالا أفضل بانتظارهم، إلا أن الواقع على الأرض لم يختلف عن سابقه وفق الأهالي هناك.

منذ أربع سنوات واللاجئ الفلسطيني أيمن أبو جاموس عاطل عن العمل؛ بسبب إصابة سابقة في ساقه، انتقل من مخيم “دير بلوط” إلى “حيفا الكرمل” أواخر العام الماضي.

يمضي “أبو جاموس” وقته أمام منزله متكئا على عكازه، يتأمل أضواء القرى والبلدات التي تقع أسفل جبل “كلّي” على مد بصره، ويقول في حديثه لمراسل “قدس برس”: صحيح أننا انتقلنا من خيمة إلى منزل، لكن المأساة التي نعيشها لم تتبدل بتبدل السكن، مضيفاً “نشكو ندرة المساعدات، وانعدام فرص العمل”.

وطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بتقديم مساعداتها للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، كما طالب وزارة التنمية في حكومة الإنقاذ العاملة في “إدلب” بالعمل على إنشاء سوق في القرية؛ حتى يتمكن الناس من العمل فيها.

يتجمع الناس حول مراسلنا كل يريد أن يوصل صرخته، وتقول إحدى السيدات له، أريد أن أريك شيئا في منزلي، وتكشف رندة الخلف، وهي فلسطينية لبنانية، لمراسلنا أنها باعت جميع الأبواب والشبابيك في المنزل حتى تطعم طفليها؛ مشيرة إلى أن زوجها المريض لا يقوى على العمل، وأنها تعيش على ما يجود به أهل الخير.

وطالبت بتأمين الخدمات الأساسية، كإنشاء مدرسة للأطفال، وبناء مسجد ومستوصف في القرية.

“قدس برس” التقت مدير شؤون المخيمات في وزارة التنمية في “حكومة الإنقاذ” موسى زيدان، والذي أشار إلى أن الجهود الإنسانية توجهت نحو المتضررين من الزلزال؛ مما أثر على إيصال المساعدات على بقية المناطق؛ ومنها قرية “حيفا الكرمل”.

وأضاف: بعد التعافي قليلا من الزلزال، حصلت الجهة التي بنت القرية وهي جمعية “الإغاثة 48” من الداخل الفلسطيني المحتل على الموافقة على بناء مسجد ومدرسة في القرية، وبدأ تشييد المسجد بتاريخ 31 أيار/مايو 2023.

وأوضح أن من الخدمات المقدمة في المخيم؛ توفير المياه على مدار 24 ساعة، وترحيل القمامة بتمويل إحدى الجهات الانسانية.

يذكر أن جمعية “الإغاثة 48” افتتحت قرية “حيفا الكرمل” السكنية العام الماضي، وتضم 800 وحدة سكنية للعائلات الفلسطينية والسورية المهجرة من مخيماتها وقراها.

المصدر: قدس برس