الشيخ عكرمة صبري: الاحتلال يشنّ حملة شرسة لأسرلة القدس

كان والده آخر من أعتلى منبر صلاح الدين الأيوبي قبل احتراقه، فآخر جمعة سبقت يوم حريق الأقصى في الحادي والعشرين من شهر أغسطس لعام 1968، كان الشيخ سعيد صبري يخطب في المصليّن يحدثهم عن المؤامرات التي تحاك ضد المسجد.

وفي عام 2007 وبعد قرابة عقدين من الزمن، كان نجله الشيخ عكرمة أول من يعتلي المنبر بعد إعادته للمسجد، وبعد سنوات طويلة مرّت على إعادة ترميم المنبر.

الشيخ عكرمة الذي كان متواجدا في باحات المسجد لحظة حريقه، وشارك في اطفائه، يروي لـ”الرسالة نت” تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم، الذي اعتبره أول مسامير نعش التقسيم الزماني والمكاني في المسجد.

يقول عكرمة إن قوات الاحتلال رسمت مسرح الحادث بشكل مسبق، مشيرا إلى أن كل الدلائل تثبت بأن هذه الحادثة لم تكن فردية بل كانت مدعومة من سلطات الاحتلال.

من بين هذه المؤشرات انقطاع المياه عن المسجد الأقصى المبارك، وعرقلة وصول الدفاع المدني.

لكنّ صبري أشار إلى أن الأمر الأكثر خطورة تمثل في الموقف العربي والإسلامي، الذي لم يكن على مستوى توقعات الاحتلال ذاته، وكان يعتقد أنّ ثمة حرب قد تشنّ عليه من وراء هذا الحريق.

بعد مرور هذه السنوات، يقول صبري، إنّ القدس في خطر حقيقي، وثمة خطة وصفها بـ”الشرسة” تستهدف أسرلة المدينة برمتها تطال العمران والإنسان معا.

ونوه إلى أنه في ظل وجود مرابطين ومرابطات، لا يمكن السماح لهذا الاحتلال بتنفيذ مخططاته الاحتلالية.

الشيخ صبري منعه الاحتلال قرابة 15 مرة على فترات متقطعة من السفر للخارج، ويقول إن كل جولة يستقبل فيها بترحاب كبير محبة للأقصى وتكريما له، “وهذا لا يروق للاحتلال، فيتخذ قرارا بمنعي من السفر”.

وأوضح أنّ هذه القرارات تعبير أن هؤلاء ليسوا أصحاب حق لأن صاحب الحق قوي أمّا الضعيف فلا يحتمل أي انتقاد.

وبيّن أن استهداف الرموز يأتي لتخويف جمهور الناس بشكل عام، مشيرا إلى أن الأجيال الصاعدة تتولى مسؤولية الدفاع عن الأقصى ولم ترهبها أي إجراءات قمعية.

وعن تفاصيل خطة (الأسرلة) للمدينة، يبين أنها تتضمن أسرلة المناهج وغسيل الدماغ للأجيال الصاعدة، وهي محاولات يائسة تجاه أجيال واعية بما يدور حولها”.

وأضاف: “المنهاج يعبر عن أحاسيس وهوية الشعب، وكل شعب من حقه أن يختار منهاجه الدراسي بما يعبر عن حضارته وقيمه ودينه”.

 البقرات

أما عن استدعاء الاحتلال لطقوسه الدينية التهويدية كالبقرات الخمسة، فأجاب: “يهدفون من وراء ذلك جلب أكبر عدد من اليهود لفلسطين، عبر هذه الدعاية وإقناع الحاخامات الذين يحرمون اقتحام الأقصى للتراجع عن فتواهم أيضا”.

وعدّ هذه الخطوات جسّ نبض للمسلمين جميعا، “والمطلوب من ملياري مسلم موقفا معلنا، فلم يعدد مبررا الصمت والسكوت”.

وحذرّ صبري من الهجمات التهويدية المتوقعة في الأعياد اليهودية التي سيشهدها الأقصى الشهر القادم، خلال أعياد العرش والمظلة.

 أثر الحريق

ماذا ترك الحريق في نفس الشيخ، يجيب د. صبري، منذ ذلك اليوم والاحتلال يحاول جسّ النبض، ويعمل لكسر شوكتنا ونخوتنا في حرق منبر صلاح الدين؛ لكن هذا الحريق جعل الناس يتمسكون أكثر فأكثر.

وأضاف: “كلما زادت الأخطار زاد تعلق الناس بالأقصى، وارتباطهم فيه”.

 منع الترميم

وعن رفض الاحتلال لعملية الترميم في الأقصى، فبيّن أن الاحتلال يشترط الترميم بموافقته، في محاولة لبسط سيادته في الأقصى والهيمنة عليه وسلب النواحي الإدارية في المسجد.

ولفت لجريمة نكراء ارتكبها جنود الاحتلال بتحطيمهم لنوافذ علوية أثرية مزخرفة تاريخية لم يجر إصلاحها حتى هذه اللحظة كونها أثرية وتاريخية.

وأوضح أن هذا الزجاج هو مشكل من الفسيفساء ويمنح الأقصى ألوان وزخرفة، لكن الاحتلال حطمه بالقنابل التي كانوا يقذفونها على المعتكفين خلال شهر رمضان الماضي.

وأخيرا وفيما يتعلق بمحاولات استقطاع مناطق بالأقصى، فأكدّ أن هذه المحاولات قديمة جديدة، “منذ عقد كامل وهم يحاولون فعل ذلك؛ لكنهم لم ينجحوا بهذا المخطط العدواني الاجرامي”.

المصدر: الرسالة نت