دفع الزكاة للموظف محدود الدخل جائز.. بشروط
يجد كثير من المسلمين عندما قيامهم بإخراج الزكاة المفروضة عليهم أنفسهم في حيرة كبيرة ، بسبب وجود أقارب لهم أو جيران يعملون في وظائف حكومية برواتب متدنية للغاية لا تكفي لتلبية حاجة أسرهم ، وهنا يطرح السؤال المحير : هل تجوز دفع الزكاة إلى هؤلاء ؟؟.
وللرد على ذلك ، يقول الأستاذ الدكتور عبد الرازق محمد فضل الأستاذ بجامعة الأزهر :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
مصارف الزكاة مُحدَّدة، قال تعالى: “إنَّمَا الصدَقَاتُ للفُقراءِ والمَساكينِ والعامِلينَ عليهَا والمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم وفي الرِّقابِ والغَارِمِينَ وفي سَبيلِ اللهِ وابنِ السبيلِ فَرِيضةً مِنَ اللهِ واللهُ عليمٌ حَكيمٌ” هذا حُكم الله في تحديد مَصارف الزكاة، فمَن كان مِن هذه الأصناف الثمانية وُجِّهَ إليه منها ما يُقيم حياته ويَكفُل له طُمأنينة العيش.
فالعِبْرَةُ ليست بكون مَن تسأل عنه مُوظَّفًا أو غير مًوظف، وإنما المُعَوَّلُ عليه: أهو ممَّن يُحقق له دخلُه الحدَّ الأدنَى مِن العيش أم لا؟ فإذا لم يكن دخلُه يُحقِّق له الحد الأدنى مِن المَعيشة فهو مِن المُحتاجينَ، أي مِن الفقراء والمساكين، أي ليس مِن الأغنياء الذين لا يستحقون الزكاة.
وقد وضَّح العلماء حُدود الفقر والغنَى، فجعلوا الغنيَّ هو مَن ملَك النِّصاب الزائدَ عن الحاجة الأصلية له ولأولاده؛ مِن أكْلٍ وشُرْبٍ ومَلْبَسٍ ومَسكن وآلة حِرْفة، ونحو ذلك ممَّا لا غنَى عنه. وبالتالي يكون الفقير هو مَن عُدم هذا القدر.
والزكاة كما وضَّح الرسول الكريم لمعاذ: “تُؤخَذُ مِن أغنيائهم وتُرَدُّ علَى فُقرائهم” فكأن الناس صنفان:
(1) صنف دافع للزكاة، وهو المالك للنصاب، أي هو الغنيّ.
(2) صنف آخذ للزكاة، وهو غير المالك للنصاب، أي الفقير.
والله أعلم.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=68465