مكافحة الفقر والحاجة في العالم الإسلامي، وتأمين الغذاء لكل فرد من أفراد الأمة الإسلامية، من الفرائض الإسلامية الغائبة في هذا العصر، خاصةً بعد انتشار الفقر، وظهور آثاره السلبية في العديد من الدول الإسلامية، وما ترتب عليه من انتشار للجهل والمرض، وتأخُّر المسلمين عن ركب الحضارة والتقدم. فقضية الأمن الغذائي للعالم الإسلامي من القضايا المهمة التي تشغل بال العلماء والمفكرين وخبراء الاقتصاد، وهي تبرز في هذه المرحلة بالذات؛ إذ تعتمد الأمة في نسبة كبيرة من غذائها علي دول أجنبية لا تدين بالإسلام، وقد تصل هذه النسبة في بعض الدول إلى 70% من غذائها، وهذه كارثةٌ كبيرةٌ، ومن العار كل العار أن يحدث هذا في أمة إسلامية، تتوافر فيها كل عناصر الإنتاج والنمو والتقدم، ويدعوها دينها إلي العمل والرقيِّ، والتفوق المادي والمعنوي علي أمم الأرض كافة. فكيف ترضى هذه الأمة أن تكون تابعةً لغيرها في أشد ضروريات حياتها، وهو الغذاء؟! وكيف تسلِّم مصائر شعوبها لدول الغرب والشرق، تتحكم فيها كيف تشاء؟! فلا أمن ولا استقرار لفرد أو شعب أو أمة تعتمد في غذائها على غيرها، ولا حرية لشعب لا ينتج قُوتَهُ بيده، ويعتمد على غيره في غذائه.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=68474