عبير الجمال.. دخولنا غزة كسر إرادة الإحتلال

عبير الجمال تقود احدى الحافلات اثناء عبورها لغزة

من هناك أتيت إليهم، أحمل بين ضلوعي إليكم، أشواقا تزداد.. كلمات هتفت بها الفتاة عبير الجمال، فلسطينية الأصل من مدينة الرملة المحتلة وتسكن في المملكة الأردنية الهاشمية، ودعت غزة كما دخلتها بالدموع، على أمل اللقاء مرة أخرى.
 
عبير الفتاة التي أصرت على المشاركة في قافلة (شريان الحياة 5) تقول أن دخولهم إلى القطاع هو كسر لإرادة العدو الإسرائيلي، وتحطيم لقراراته وحصاره.
 
"نافذة الخير" عبر مراسلها في قطاع غزة التقت بالفتاة عبير الجمال لتجول في فكرها وخاطرها ومشاعرها عن غزة والقافلة.
كان حلما
عبير الجمال فلسطينية الأصل من مدينة الرملة، كان حلمها أن تدخل فلسطين، فتحقق حلمها وزاد أنها دخلت غزة، وتقول :"اليوم حلمي يتحقق وزادني فرحا بدخول ليس أي بقعة في فلسطين، بل بدخولي غزة العزة، الصامدة برجالها الذين سمحوا لنا بأن نطأ ارض غزة دون أذن من العدو".
 
وتضيف عبير، وهي المنسقة النسائية لقافلة (شريان الحياة 5) :"جئنا لغزة، لأهلها، لأصحابها الذين وحدوا العرب، ووحدوا شعوب العرب، فعندما يأتي المشاركون في القوافل لمساعدة لغزة من كل الدول العربية فهذا هو توحيد للعرب، ففي البداية كانت القوافل من الدول الأوروبية، والآن أصبحت من الطرفين من الشعوب العربية ومن الشعوب الأوروبية، ولم تقف عند مشاركة الرجال، بل و بدأت مشاركة النساء والحمد لله".
 
وكأنها تعيش في عالم الخيال، تضيف قائلة :"إن أول شيء كنت أفكر به منذ طفولتي هو تقبيل تراب فلسطين، وبحمد الله قمت بذلك، فعند دخولي لغزة أول شيء فعلته تقبيل تراب غزة، وسجود سجدة شكر لله على انه أكرمني بدخولي لغزة، ولكن هذه لم تكن أمنيتي لوحدي وما قمت به قام به كل أفراد القافلة".
 
إرادة قوية إمام الاحتلال

عبير الجمال في غزة

وتوضح الجمال أن كل المعاناة والصعوبات التي واجهت القافلة من العدو الإسرائيلي كان هدفها منعنهم من دخول غزة، و"عدم إيصال هذه المساعدات لأهلنا في غزة ، هو ، ولكن هيهات لهذا العدو أن يكسر إرادتنا وتصميمنا على الدخول إلى غزة".
 
وبحروف مليئة بالقوة والارداة تضيف "حتى أنني قلت إذا أرادوا أن أصنع من جسدي جسرا للعبور لغزة لفعلت ذلك، حتى انه لو فقد بعضنا وظيفته مثلما فقدها احدنا في هذه القافلة لما كان هناك أي مشكلة المهم دخولنا لغزة، وخير دليل ما حصل مع احد المتضامنين بينما كنا في مدينة اللاذقية فجاءه خبر وفاة والده فذهب لوداعه، حضر اليوم الأول من العزاء، وبعدها عاد إلينا والآن هو معنا في القافلة".
 
وتعتبر الجمال أن المطلوب من هذه القافلة هو كسر أنف العدو الذي لم يسمح لنا، ولغيرنا من قبل الدخول لغزة الحرة، وأضافت أن غزة كل يوم يأتي لها مساعدات، كل يوم يدخل لها ما تحتاجه، ولكن إن دخولنا هو كسرا للحصار السياسي المفروض على غزة .
 
وأشارت الجمال إلى ما لاقته القافلة من أهل اللاذقية، الذين كانوا من أروع الأهل، وكان استقبالهم أفضل استقبال، حتى أننا كنا نعتقد أننا في بيوتنا، ولكن التوتر كان بسبب انتظارنا للرد المصري بالموافقة لدخولنا لقطاع غزة، ولكن عندما سمعنا بالموافقة بدأت دموع الفرح تشق طريقها على خدود المتضامنين فنسينا كل التعب وكل التوتر الذي اصابنا.