الاحتلال يهدم مصنع ألبان للأيتام تابع لجمعية خيرية في الخليل

المصنع يلبي احتياجات الأيتام

شرعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، بهدم مصنع ألبان الرحمة التابع للجمعية الخيرية الاسلامية في محافظة الخليل بالضفة الغربية، والتي تقوم على رعاية الايتام من أبناء المحافظة.
 
وقال شهود عيان بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال داهمت المصنع الكائن في حي الرامة شمال شرق الخليل، فجر اليوم، وبرفقتها جرافتين وباجرين ومنعت الاقتراب من المكان، واجبرت الصحفيين على الابتعاد عن المنطقة واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.
 
وقال الشيخ حاتم البكري رئيس الهيئة الادارية للجمعية الخيرية الاسلامية، بأن الاحتلال ماض في مخططاته لهدم المصنع وتضييق الخناق على الايتام في محافظة الخليل.
 
وأضاف البكري " لقد ألحق الاحتلال خسائر مالية بالايتام تقدر بنحو 2 مليون دولار، فبعد أن صادر محتويات المصنع في شهر رمضان الماضي، يقوم اليوم بهدم بناء المصنع، وجراء ذلك تأثرت وستتأثر الخدمات التي تقدمها الجمعية الخيرية الاسلامية للايتام في محافظة الخليل".
 
وقال رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية انه من خلال التواصل مع المستشار القانوني للجمعية جواد بولص، علمنا بأن الاحتلال يطلق على جمعيتنا اسم "لجنة زكاة وصدقات حماس" ونحن والايتام من يدفع الثمن جراء هذا الاسم من قبل الاحتلال.
 
ويعتبر مصنع ألبان الرحمة أحد المصادر المالية المهمة للايتام، حيث قررت الجمعية انشاء المصنع ليشكل رافداً مستمراً لتلبية احتياجات الايتام التي تزداد يوماً بعد يوم، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.
 
لا تبرره ضرورات حربية
 
من جانبه، أكد الدكتور حنا عيسى، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، بأن ما شرعت به قوات الاحتلال الإسرائيلية بهدم مصنع البان الرحمة التابع للجمعية الخيرية الاسلامية في محافظة الخليل والتي تقوم على رعاية الايتام من ابناء المحافظة يأتي ضمن تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد ممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
 
وقال عيسى، "تتذرع سلطات الاحتلال في عمليات التخريب والتدمير بحجج أمنية تارة، وتارة أخرى بدعوى عدم الترخيص، وتارة ثالثة بذريعة تعرض امن الجنود والمستوطنين للخطر".
 
وشدد الدكتور عيسى، وهو خبير في القانون الدولي، ان ما قامت به قوات الاحتلال يدلل على منهجيتها القائمة على العقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم بشكل انتقامي لا تبرره ضرورات حربية.
 
وبيّن عيسى، "تتركز عمليات الهدم التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية بشكل واسع في مناطق الاحتكاك القريبة من المستوطنات أو المعسكرات الإسرائيلية بهدف طرد الفلسطينيين عن أراضيهم وحرمانهم من لقمت عيشهم".
 
وأوضح "عملية الهدم التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمصنع البان الرحمة تشكل انتهاكا واضحا لمجموعة معايير حقوق الإنسان الدولية."
 
وتابع "المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر على دولة الاحتلال مثل هذا التدمير المتعلق بممتلكات المواطنين الخاصة، كما تحظر المادة 147 من نفس الاتفاقية على قوات الاحتلال الحربي القيام بأعمال تدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية، وتعتبرها من المخالفات الجسيمة للاتفاقية".
 
وبين أستاذ القانون، بأنه لا يمكن تفسير أعمال تخريب وتدمير الممتلكات المدنية على هذا النطاق سوى في إطار العقوبات الجماعية والأعمال الانتقامية ضد المدنيين التي تحظرها اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 33 التي تنص على انه لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصيا".
 
وتابع عيسى، "كما تتناقض هذه الإعمال مع المادة 1 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنص على انه لا يجوز في أيه حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة".