تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي “حربًا مسعورة” على المقدسيين والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع الاحتفال بالأعياد اليهودية التي بدأت منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، وتستمر حتى منتصف تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
وفي أحاديث منفصلة مع مرابطات بالمسجد الأقصى أشرن لتعمد الاحتلال استهداف وجودهن في المسجد وباحاته، وتعرضهن للضرب والاعتقال والإبعاد، لإجبارهن على مغادرة المسجد وترك الرباط فيه.
وتقول المرابطة عايدة الصيداوي، إن سلطات الاحتلال تستهدف إرهاب المرأة الفلسطينية وإبعادها عن باحات “الأقصى”، مستخدمة في سبيل تحقيق ذلك سياسات مختلفة من بينها الضرب المبرح والهجوم المباشر، أو سياسة الإبعاد والاعتقال.
وتوضح “الصيداوي” أنّ الاعتداء اليومي على المرابطات لا يأتي في سياق اعتباطي، بل يتكرر في كل مشهد يمسّ الاعتداء على المسجد الأقصى، لما تمثّله المرأة من حالة إسناد حقيقية في ظل الهجوم الإسرائيلي على المقدسيين وقضيتهم.
وتؤكد أن الهجوم الإسرائيلي على المرابطات، يأتي من باب التأكيد الهمجي على سيادتهم في القدس، إضافة إلى محاولة ترهيب المرابطات والحيلولة دون الوصول للمسجد الأقصى.
وجاء في حديثها: “هذا الهجوم يمثل استفزازًا لكل المقدسيين، ويأتي بنتائج عكسية لما يرغب به الاحتلال، ويولّد شعورًا بالغضب لدى عموم المقدسيين”.
ونبهت إلى أنها تعرضت للضرب والرش بالفلفل على يد المستوطنين على مرأى ومسمع العالم خلال مسيرة الأعلام في مايو/أيار الماضي.
لكن ذلك لم يُثنيها عن مواصلة دفاعها مستطردةً: “نحن أصحاب الأقصى والحق والهوية نصلي خارجه، من أجل أن يصول ويجول المستوطنين فيه، الأقصى حق خالص للمسلمين، وسندافع عنه بكل ما نملك، ووهبت روحي فداء له، وأناشد كل الأمة الاسلامية أن يهبوا لنصرة الأقصى”.
وتردف: “المقدسيون لا يخافون إلا الله سبحانه وتعالى، ويتركون أولادهم وبيوتهم لتلبية ندائه، لأنه الأهم في حياتهم”.
من جهتها، تقول المرابطة المقدسية خديجة خويص إن الاحتلال يشن حملة شرسة تستهدف المرابطات في المسجد الأقصى المبارك، “اشتدت مع موسم الأعياد اليهودية التي يراد عبرها تهيئة الأجواء لاقتحام المسجد الأقصى وتهويده”.
وتوضح “خويص” أنّ الحملة تستهدف إبعاد المرابطين والمرابطات عن المسجد، وإخلائه لصالح المستوطنين مع بدء أعيادهم التوراتية”.
وتذكر أن أعداد المرابطين على أهميتها لا تزال تقتصر على فئة قليلة، “فـ400 ألف مصل بالأقصى يفترض أن يستمروا في تواجدهم لحماية الأقصى”.
وأوضحت ضيفتنا أن قوات الاحتلال تعتقل المرابطين بشكل دائم من الأقصى لتفريغ المسجد من المرابطين، منبهة إلى أنّ “ما يحصل من اقتحامات هو جزء من الدعاية الانتخابية، ومحاولة إسرائيلية لفرض وقائع جديدة بالمسجد، مفادها أنها متى أرادت اقتحامه تفعل”.
وتُشير إلى أن عملية الاقتحام التي تمت في اللحظات الأخيرة بقوة الجيش، شجعت المقدسيين وحرضتهم على البقاء بالأقصى للدفاع عنه.
من ناحيتها، قالت المرابطة هنادي الحلواني، إن وضعًا خطيرًا جدا مقبل على الأقصى في المرحلة القادمة، مشيرة وجود خطة مسبقة ممنهجة لترتيب عمليات الاقتحام.
وتوضح “الحلواني” أنّ المستوطنين وجماعات ما تسمى بـ”الهيكل” تتأهب لاقتحام الأقصى ضمن أعيادهم التوراتية.
وتُكمل أن الاحتلال يهدف لتأمين الاقتحامات والصلوات من خلال تفريغ الأقصى ومنع المصلين القادمين عبر استهداف المرابطين والمرابطات، بغرض تخويف الناس من خارج القدس تحديدا من الضفة والداخل”.
وتُشدد على ضرورة تكثيف التواجد في الأقصى وساحاته من كل أنحاء الضفة والداخل المحتل، والرباط في ساحاته الخارجية تحديدا التي ينشط فيها المستوطنين.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=137340