أحيت سيدات فلسطينيات، أمس الأحد، اليوم الوطني للتراث عبر عرض مجموعة من المنتجات والمشغولات الفنية والمأكولات الشعبية.
وشاركت السيدات بتلك المنتجات في افتتاح معرض تنظمه بلدية قطاع غزة لمدة 3 أيام في مركز «رشاد الشوا» الثقافي تحت اسم «تراثنا هويتنا».
وعلى مدار أيام، يُحيي الفلسطينيون اليوم الوطني للتراث الموافق 7 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، والذي أقرّه مجلس الوزراء الفلسطيني عام 1999.
وضمّ المعرض نحو 40 زاوية لمنتجات صناعية وغذائية ذات علاقة بالتراث الفلسطيني.
وتنوعت المنتجات الصناعية بين المطرّزات والإكسسوارات ومستحضرات التجميل والأثاث المنزلي، فضلا عن رسم الرموز الوطنية والأعلام الفلسطينية على الزجاج والخشب.
أما المنتجات الغذائية فتضمنت المأكولات الفلسطينية التراثية إلى جانب المُعجنات والحلويات الشرقية.
وقالت مديرة قرية الفنون والحرف (تابعة للبلدية) نهاد شقليه إن «هذا المعرض يأتي لتذكير المجتمع الفلسطيني والجيل الجديد بهذا التراث الوطني».
وأضافت: «نُحيي التراث لتثبيت هويتنا الفلسطينية للعالم، فمن ليس له تراث وهوية ليس له وطن، ونحن نؤكد من خلال هذه الفعاليات وجودنا على هذه الأرض».
وأفادت بأن الحِرف «الفنية التراثية هي السمة التي طغت على المنتجات التي تعرضها السيدات».
وتابعت أن هذه المعارض من شأنها أيضا أن «تُمكّن أصحاب المشاريع الصغيرة من التسويق لمنتجاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة».
وأردفت: «لعلّ هذا المعرض يعود على المشاركات بمرود مالي لتمكينهم أيضا من مواصلة هذا المشوار بالمحافظة على التراث من الاندثار والسرقة».
ويعاني ما يزيد عن مليوني نسمة في غزة من أوضاع اقتصادية متردية للغاية، جرّاء حصار إسرائيلي مستمر منذ 2007 ما تسبب بارتفاع نسب الفقر والبطالة.
أشكال عصرية
استعدادا لاستقبال الزوّار، تُرتّب الفلسطينية سهاد البورنو (47 عاما) الزاوية الخاصة بها داخل المعرض وتوجد بها مُطرّزات.
وتضم هذه الزاوية مجموعة من المنتجات تنوعت بين حقائب نسائية مُطعّمة بأشكال هندسية مُطرّزة باتقان وشالات نسائية كانت متناقلة بين الحقبات الماضية وتم استحداثها بشكل عصري.
كما أدخلت البورنو التطريز الفلاحي على الأثاث المنزلي العصري ليكتسب السمة التراثية ويُعطي نوعا من الجمال للمنزل، خاصة وأنها انتقت الألوان الزاهية المريحة للعين، فضلا عن صناعة المُعلّقات المُطرزة التي تُستخدم لتزيين جدران المنازل.
وتقول وهي أم لأربعة أبناء إنها تعمل في مجال التطريز منذ أكثر من 20 عاما.
وأضافت أن «فن التطريز ما زال رائجا في المجتمع الفلسطيني وتم استحداثه وإدخاله في كافة الجوانب الحياتية العصرية».
وأوضحت أنه بالرغم من اختلاف الذوق العام في الملابس واستحداث أنواع جديدة «إلا أن الأثواب والشالات المطرّزة ما زالت لها مكانة خاصة لدى الفلسطينيات، وفي الفترة الأخيرة شهدت إقبالا من العرائس لتضمين القطع المُطرّزة ضمن أثوابها الجديدة».
وتابعت أن «المُطرّزات أصبحت موجودة في الأفراح الفلسطينية أيضا».
وتعتبر «البورنو» أن «الإقبال على اقتناء المنتجات المطرّزة مساهمة في الحفاظ على التراث وإبقائه حيا في الذاكرة».
والتطريز من الفنون الشعبية المتوارثة بين الفلسطينيين عبر الأجيال، حيث يرون أنه يشير إلى حضارتهم العريقة، كما أن تناقله يساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية.
وفي الحقبات الماضية، كانت كل مدينة أو قرية فلسطينية تتميز وتُعرف بثوبها التقليدي الخاص (ثوب فلسطيني خاص بالنساء) الذي كان يشمل مُطرّزات إما كأشكال هندسية أو أشكال للنباتات كالزهور والأشجار.
وتعتمد «البورنو» على هذا المشروع كمصدر رزق لعائلتها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وقالت إن «هذا المشروع ساهم في توفير المستلزمات الأساسية لعائلتي في ظل انعدام فرص العمل للرجل أو النساء».
مأكولات شعبية
ضم المعرض أيضا عددا من الزوايا المعنية بالمأكولات الشعبية الفلسطينية والحلويات التي تُعرف بها مدن فلسطينية.
الفلسطينية رنا فلاح (50 عاما) بدأت في مجال طهي هذه المأكولات في رفقة شقيقتها منذ أكثر من 10 أشهر وما زالت مستمرة في ظل الإقبال والطلب عليها.
وقالت فلاح للأناضول إن المأكولات الفلسطينية الشعبية ما زالت محافظة على مكانتها، خاصة في المناسبات والأفراح.
ومن بين المأكولات التي تعرضها فلاح، طبق «السماقية» الذي يتميز سكان غزة بتحضيره في المناسبات السعيدة والأفراح، ضمن طقوس شعبية خاصة.
وقالت فلاح إن هذا العمل يشكّل مصدر رزق لها ولشقيقتها في ظل ندرة فرص العمل وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وختمت بأن «المشاريع الخاصة تساعد النساء على توفير احتياجاتهن الأساسية وتمكينهن في ظل ظروف صعبة يعيشها القطاع».
المصدر: الأناضول
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=137388