3 مخططات استيطانية تستهدف محاصرة الشيخ جراح وتهجير سكانه

لم تتوقف بلدية الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافها الممنهج وإقرار مخططاتها الاستيطانية للسيطرة على حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، وتهجير سكانه، لصالح توسيع مشاريعها وزيادة اعداد المستوطنين في الحي.

وتعتزم بلدية الاحتلال إعداد ثلاث خطط استيطانية للموافقة عليها، بهدف زيادة عدد المستوطنين في الشيخ جراح ومحيطه، تتضمن إقامة مبنى سكني جديد، ووحدات استيطانية، ومباني تجارية.

وتشمل المخططات –وفقًا لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية- إقامة مبنى سكني جديد للمستوطنين، وهدم مبنى حالي وإقامة آخر بدلًا منه، وأيضًا مبنى تجاري سيقام بمحاذاة الشيخ جراح.

ويقف وراء هذه المخططات ويُحركها من وراء الكواليس ما يسمى “صندوق أرض إسرائيل”، الذي أسسه نائب رئيس بلدية الاحتلال أرييه كينغ.

وينشط المسؤولون في الصندوق على وضع اليد على أراضي الفلسطينيين، عبر تزوير وثائق ومستندات طابو، وتحضير عقود بيع وشراء وهمية، وشراء الأراضي عبر صفقات مزورة.

وبشكل متواصل، يتعرض حي الشيخ جراح إلى هجمة شرسة واقتحامات استفزازية من المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة للاستيلاء على المنازل، وتضييق الخناق على سكانه لدفعهم للرحيل بالقوة، بالإضافة إلى تنغيص حياتهم.

ضغوطات كبيرة

الناشط المقدسي صالح ذياب يقول لوكالة “صفا” إن الحي يتعرض لضغوطات كبيرة متواصلة من الاحتلال ومؤسساته المختلفة، تتمثل في مخطط حكومة الاحتلال لتهجير سكانه وتنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي بدءًا من الحي وانتهاءً ببلدة سلوان.

ويضيف أن بلدية الاحتلال أيضًا تحاول بشتى الوسائل الاستيلاء على أراضي الحي، لأجل إقامة وحدات استيطانية جديدة، فضًلا عن اعتداءات المستوطنين وعناصر الشرطة التي لم تتوقف بحق السكان، ويتخللها مداهمات للمنازل وملاحقات واعتقالات، وكذلك تحرير المخالفات الباهظة.

ويشير إلى اعتزام الاحتلال الموافقة على ثلاثة مخططات استيطانية في الحي ومحيطه، والاستيلاء على أراضي المقدسيين وطردهم منها.

وبعد احتلال القدس عام 1967، سيطرت بلدية الاحتلال على قطعة أرض في الجزء الغربي من الحي، تبلغ مساحتها 4 دونمات لعائلة النشاشيبي، وأيضًا قطعة أرض أخرى لعائلة شرف، جرى إقامة مقر “مؤسسة التأمين الوطني” عليها.

ويلفت ذياب إلى أن الاحتلال لم يتوقف عند ذلك، بل استولى العام الماضي، وبعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحي، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 6 دونمات مقابل “مؤسسة التأمين الوطني”، وتم تحويلها إلى موقف للسيارات تابع للمستوطنين.

وتتطلع بلدية الاحتلال إلى توسيع البؤرة الاستيطانية “شمعون هتصديق” المقامة على أراضي وأملاك الفلسطينيين والمقدسيين، ومضاعفة عدد المستوطنين في الشيخ جراح، بالتعاون مع “صندوق أرض إسرائيل”، وبشراكة مع شركات استثمار يهودية أجنبية.

وبموجب المخطط، سيتم مضاعفة عدد المستوطنين بالحي، من خلال ثلاثة خطط للتوسع الاستيطاني، وتحديدًا في بؤرة “شمعون هتصديق”، وكذلك العمارات والأراضي التي استولت عليها الجمعية الاستيطانية “نحلات شمعون”، علمًا أن جميع المشاريع في المرحلة النهائية لإصدار رخص البناء.

ويوضح الناشط المقدسي أن البلدية تعتزم وفق مخططها، إزالة المنطقة الغربية من الشيخ جراح بالكامل وطرد سكانها منها، بهدف إقامة مستوطنة تضم 250 وحدة استيطانية، علمًا أن المنطقة يوجد فيها نحو 50 منزلًا، كما سيتم إقامة 220 وحدة في المنطقة الشرقية.

تهجير وحصار

وبحسب ذياب، فإن المخطط يشمل إقامة مبنى استيطاني على أرض النشاشيبي التي جرى الاستيلاء عليها سابقًا، يضم ستة طوابق، طابقين تحت الأرض موقف للسيارات، والطابق الأول يشمل مكاتب لشرطة الاحتلال، وأما الطابق الثاني سيخصص لبلدية الاحتلال.

وأما الطابق الرابع- كما يبين ذياب- سيضم كنيس يهودي، والطابق الخامس مدرسة داخلية للمستوطنين، بغية زيادة عدد المستوطنين في الشيخ جراح ومحيطه، وتعزيز الحضور اليهودي، وزيادة استفزاز السكان المقدسيين الذين يتعرضون لاعتداءات إسرائيلية مستمرة، بالإضافة إلى تضييق الخناق عليهم وحصارهم بالاستيطان.

ومن ضمن المخططات أيضًا، مخطط لتهجير أكثر من 10 عائلات مقدسية يقطنون في بناية سكنية بالحي منذ عام 1953، ومنذ سنوات يحاول نائب رئيس بلدية الاحتلال أريه كينج طردهم منها بالقوة، لأجل إقامة مبنى استيطاني يضم 12 طابقًا.

ويبين أن المتطرف كينج توجه لمحاكم الاحتلال لأجل إخلاء البناية من سكانها، إلا أنه فشل بتحقيق ذلك، باعتبار سكانها “مستأجرين محميين”.

كما أن هناك خطة لهدم مبنى قائم وإنشاء مبنى سكني آخر من خمسة طوابق أرضية أيضًا، وآخر لتشييد مبنى تجاري ومكتب توظيف وتشغيل من ستة طوابق إضافة إلى أربعة طوابق تحت الأرض.

محاصرة الأقصى

وتسعى سلطات الاحتلال لإخلاء المنطقة بالكامل من سكانها، نظرًا لأهمية موقعها الاستراتيجي، ولإقامة وحدات ومباني استيطانية، على حساب المقدسيين وممتلكاتهم. كما يوضح ذياب

ويؤكد الناشط المقدسي أن الاحتلال يريد طرد السكان المقدسيين بدايةً من حي الشيخ جراح، ومن ثم وادي الجوز، وبلدة العيسوية، وجبل الزيتون، وصولًا إلى رأس العامود وجبل المكبر، والتفافًا حول البلدة القديمة، ومن ثم بلدة سلوان، بهدف محاصرة محيط المسجد الأقصى، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه.

وتستوطن 21 عائلة يهودية في منطقة البؤرة الاستيطانية “شمعون هتصديق” بحي الشيخ جراح، في حين أن عشرات العائلات المقدسية تعاني كابوس الطرد والتهجير من منازلهم ووضع اليد على أراضيهم وممتلكاتهم لصالح الاستيطان.

وزعمت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن 7 عائلات يهودية استوطنت الحي عشية ما أسمته “حرب الاستقلال”، النكبة، وعليه فإن المخطط يهدف إلى مضاعفة عدد العائلات اليهودية، وخلق تواصل جغرافي استيطاني ما بين الشيخ جراح وجبل المشارف.