قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إن المستوطنين بدأوا منذ بضعة أشهر بتشكيل مليشيا مسلحة تحت مسمى “الحرس المدني” للقيام بما أسموه عمليات تمشيط ليلية لمساعدة جيش الاحتلال في التصدي للفلسطينيين على الطريق الذي يمر ببلدة حوارة جنوب مدينة نابلس.
وأوضح المكتب في تقرير أصدره يوم السبت، أن “الحرس المدني” الذي يعمل تحت سمع وبصر جيش الاحتلال وبرعايته الكاملة هو في واقع الأمر ميليشيا مسلحة نواتها الأولى انطلقت من مستوطنة “يتسهار” جنوب نابلس وبدأت تتمدد مستخدمة أسلحة المستوطنين الشخصية المرخصة من “الإدارة المدنية”.
وأشار إلى أنها لا تدعي أنها بديل للجيش الإسرائيلي، بل أحد أذرعه لكن في زي مدني، وتتولى تسيير دوريات ليلية على الطرق لمساعدة الجيش في مهامه
وأضاف أن هذه المليشيا لا يقتصر دورها على توفير الحماية لحركة المستوطنين على الطرق، كما تدعي، وهي لم تقدم ضمانات لأحد تؤكد عدم قيامها باعتداءات على الفلسطينيين.
وهذا ما دفع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف للاعتراف مؤخرًا، وبعد سلسلة ممارسات إجرامية بأن هؤلاء المستوطنين يمارسون إرهابًا منظمًا ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة بعد أن تضاعف معدل اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية وتخريب وحرق الممتلكات والمزارع.
وبين المكتب الوطني أن ظاهرة انتشار السلاح بين أيدي المستوطنين ليست ظاهرة عابرة، وتغطية جيش الاحتلال لممارساتهم لا تخطئها العين، بل إن استخدام مستوطنين لسلاح الجنود لإرهاب الفلسطينيين لم يعد سرًا.
ولفت إلى أن هذه الممارسات تُوثقها التقارير المصورة، كما حدث بعد إطلاق مستوطن النار من سلاح عسكري على مواطنين فلسطينيين جنوب الخليل قرب قرية التواني، في السادس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي.
وأشار إلى أن انتشار السلاح بين أيدي المستوطنين لا يقتصر على محافظة نابلس على سبيل المثال لا الحصر، بقدر ما هو سياسة يجري التحضير لاعتمادها باعتبارها سياسة رسمية.
ونوه إلى إعلان الاحتلال نهاية تموز/يوليو الماضي عن دعمه لمشروع “ماجن” الذي يستهدف تجنيد المستوطنين في القدس المحتلة وتدريبهم على حمل السلاح، مع نشر مئات الكاميرات في الشوارع والبلدات الفلسطينية لتعزيز القبضة الأمنية على المدينة.
ويقوم هذا المشروع على تشكيل مجموعات مسلحة من المستوطنين، كفرق احتياط من عناصر يجري تدريبها لمساعدة الجيش أو الشرطة وكجزء من هذا المشروع سيحصل المستوطنون الذين سيتطوّعون ضمن هذه الميليشيا على موافقة سريعة للحصول على الأسلحة وتلقّي برامج تدريب.
في الاسبوع الماضي، طالب المستوطنون في الضفة المحتلة جيش الاحتلال بتسليحهم ببنادق رشاشة بعيدة المدى، من طراز “إم 4″ و”إم 16″، وعدم الاكتفاء بـ”المسدسات الخاصة”.
ويدعي المستوطنون أن المسدسات الخاصة غير كافية “للدفاع عن النفس”، وأن جيش الاحتلال يسمح بتسلح عناصر الحراسة داخل المستوطنات.
وتأتي مطالب المستوطنين في الوقت الذي يكثفون فيه من اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، سواء على محاور الطرق، أو في كروم الزيتون، يعتدون يوميًا على قاطفي الزيتون عبر مجموعات منظمة ترافقها عادة قوات من الجيش.
وفي السياق، رصدت معطيات المكتب الوطني تسجيل ما لا يقل عن 110 هجومًا للمستوطنين ضد الفلسطينيين منذ بداية الشهر الجاري، نصفها وقعت فقط خلال الأيام العشرة الماضية.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=137967