عشاء خيري في ميلانو دعما للقدس في مواجهة الاحتلال

أقامت الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا، حفل استقبال مساء أمس الجمعة في مدينة ميلانو للمشاركين في فعاليات المؤتمر الأول المناصر للقدس.

وحضر حفل الاستقبال عشرات من الشخصيات الفلسطينية العاملة في الساحتين الإيطالية والأوروبية، بالإضافة لعدد من الفلسطينيين القادمين من الداخل الفلسطيني، وعدد من أنصار القضية الفلسطينية من العاملين في منظمات المجتمع المدني الأوروبية.

وتم تخصيص حفل الاستقبال، لإقامة عشاء خيري لصالح دعم مشاريع في القدس لدعم المرابطين في الداخل، من أجل ترسيخ وجودهم ومواجهة خطط التهجير التي ينتهجها الاحتلال؛ من أجل السيطرة على القدس وإخلائها من سكانها المسلمين والمسيحيين.

وتضمن حفل الاستقبال الذي أداره الناشط اليمني المقيم في إيطاليا نجيب البارد، وحضرته “عربي21″، عرضا لأفلام توثيقية تخص أوضاع القدس، وخصوصا المدينة القديمة؛ الاجتماعية والاقتصادية، وحالة المسجد الأقصى، الذي يتعرض لسياسات تهويد ممنهجة.

وفي كلمة له في مستهل حفل الاستقبال، أكد رياض البستنجي رئيس الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا، أهمية مكانة القدس لدى الفلسطينيين خاصة والمسلمين عامة، وأشار إلى وجود حرب ديمغرافية حقيقية يقوم بها الاحتلال؛ من أجل إفراغ المدينة من سكانها المسلمين، والمسيحيين أيضا.

وشدد على أهمية الإسناد المادي الذي تقدمه الجمعيات الخيرية العاملة لفلسطين عامة وللأقصى تحديدا، وأكد أن الجمعية الخيرية لمساندة الشعب الفلسطيني في إيطاليا، كان لها دورها البارز في إسناد الصمود الفلسطيني في القدس، وأنها مستمرة في هذا الدور دفاعا عن حق الفلسطينيين في ديارهم أولا، وعن التعددية التي قامت عليها فلسطين مهد الديانات.

من جهته قدم الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، في كلمة له أمام الحضور، عرضا مفصلا حول سياسات الاحتلال في فلسطين عامة وفي القدس تحديدا، وأكد أن المحتل يقود حربا لتهجير الفلسطينيين من القدس من أجل التفرد بها.

وقال بكيرات في حديث خاص مع “عربي21″؛ إن فلسطينيي الداخل يعيشون في ظل سياسات تهويدية متصاعدة، وأن التضييق عليهم طال كل المجالات. 

وأكد أن “القدس اليوم في حاجة ماسة ليس فقط لأهلها المرابطين الذين يواجهون الاحتلال بثباتهم على أرضهم، وإنما أيضا لإسناد الحاضنة العربية والإسلامية لهم”.

وقال: “القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي اليوم قضية العرب والمسلمين وأنصار الحرية في العالم، وهي تحتاج لكل جهد من أجل مساعدة الفلسطينيين في مواجهة المحتل”.

واعتبر بكيرات أن “الفلسطينيين يدركون تماما أن غالبية الشعوب العربية والإسلامية والحرة في العالم تقف إلى جانبهم، وهم ينظرون إلى السياسات التطبيعية التي انخرطت فيها بعض الأنظمة العربية على أنها جزء من إضعاف للحق الفلسطيني”.

ودعا بكيرات العرب والمسلمين وأنصار فلسطين إلى عدم التفريط في القدس، والاهتمام بعمارة البلدة القديمة؛ تعليما وترميما وسكانا.

ثم تم فتح الباب للتعريف بالمشاريع التنموية التي يقوم بها عدد من المؤسسات الخيرية العاملة لفلسطين في أوروبا، وفي مقدمتها الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا، وكان في مقدمتها مشروع ترميم بيوت المقدسيين، وكذلك طرح مبادرة للتكافل الاجتماعي بين فلسطينيي أوروبا والخارج عموما وفلسطينيي الداخل، قدمها رئيس مؤسسة أوروبيون لأجل القدس محمد حنون، الذي أكد أن المقدسيين يعيشون معركة وجود، ويحتاجون إلى من يساعدهم في تعزيز وجودهم.

كما تم العرض لمشروع قوافل شد الرحال إلى الأقصى، في مواجهة سياسات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال والمستوطنون. 

وقدم الحاضرون من الأفراد والشخصيات الاعتبارية والمؤسسات الخيرية والمدنية العاملة لفلسطين مساعدات عينية لإسناد هذه المشاريع. 

وشارك في إحياء فعاليات حفل الاستقبال الفنان الفلسطيني كفاح زريقي، الذي قدم عرضا مكثفا لمسيرته الفنية في خدمة القضية الفلسطينية والتعريف بالثوابت الفلسطينية، وأكد أنه جزء من مسيرة فنية فلسطينية مترسخة ومتمسكة بالحق الفلسطيني، تجد جذورها في فرقة العاشقين وأبو عرب وغيرهم.

كما قدم رئيس المجلس الإسلامي في أوروبا عبد الله منصور كلمة في حفل الاستقبال، ركزت في الأساس على مكانة القدس وفلسطين لدى المسلمين عامة، ولدى مسلمي أوروبا تحديدا، وأكد أن المسلمين يؤثرون على أنفسهم من أجل إسناد كل ما يرسخ الهوية الفلسطينية.

وتستضيف مدينة ميلانو الإيطالية اليوم السبت، فعاليات “مؤتمر القدس لنا” الأول، الذي يتضمن فعاليات فكرية وفنية، منها إقامة ندوة تحت عنوان “القدس بين الألم والأمل”، يشارك فيها الدكتور خالد الشرف من الكويت، والشيخ رياض البستنجي من إيطاليا، والدكتور ناجح بكيرات من فلسطين، والمقدسية هنادي سرحان من فلسطين، والأستاذ يحيى عابد من إيرلندا.