مصادقة إسرائيلية على مخطط مقر السفارة الأمريكية في القدس المحتلة

وافقت لجنة التخطيط والبناء الحكومية على الخطة النهائية لإنشاء السفارة الأمريكية في مجمع اللنبي بمدينة القدس المحتلة.

ويستمر البناء حوالي عقد من الزمن، سيتم خلاله بناء مباني المكاتب ومواقف السيارات والمساكن، على أن تقدم الخطة الكاملة قريبا، وسيكون بالإمكان الاعتراض عليها خلال 60 يوما من الجمهور الإسرائيلي.

وذكرت لجنة التخطيط والبناء أن مبنى السفارة الأمريكية في القدس المحتلة سيقام على مساحة تقارب الـ50 دونما، في مجمع اللنبي بحي البقعة، وتم تكييف عدد الطوابق مع سياسة التخطيط للأحياء المجاورة لتكون مبنية على 10 طوابق باتجاه شارع الخليل في المبنى الرئيسي، و5 طوابق في المجمعات الأخرى التي تشمل السكن والموظفين ومواقف السيارات والأمن، بحسب إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرنوت”.

وأضاف إيتمار آيخنر أن “مناقشة الاعتراضات على الخطة في اللجنة اللوائية سيكون متاحا خلال ستين يوما، وبعد انتهاء مرحلة الاعتراضات ستتمكن الحكومة الأمريكية من الحصول على رخصة بناء من بلدية القدس المحتلة وبناء السفارة، ومن المتوقع أن يستمر البناء نفسه حوالي عقد من الزمن، مع العلم أن الخطة البنائية الكاملة أعدها مكتب المهندسين المعماريين التابع لـ ييغآل ليفي”.

رئيس بلدية القدس المحتلة موشيه ليون، اعتبر أن “موافقة اليوم هي خطوة أخرى في عملية نقل السفارة بشكل كامل إلى القدس المحتلة، زاعما أن مجمع اللنبي هو الأكثر مناسبة لموقع السفارة الأمريكية، لأنه سيضيف قيمة اعتبارية لهذا الحي، مطالبا بانضمام مزيد من الدول الأخرى للولايات المتحدة لإنشاء سفاراتها في المدينة المحتلة، موجها شكره للسفير الأمريكي توم نيدس”.

وبدأت السفارة الأمريكية في دولة الاحتلال تحضيرات النقل للقدس المجتلة منذ عام 2018 إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وسط إجراءات أمنية مكثفة، شملت إقامة جدار أمني وتعبيد طرق الوصول إليها، وبدء توافد طواقم الحماية الأمنية للقيام بجولات ميدانية بين المباني المجاورة، وتجول بعض المركبات في المنطقة، مزودة بكافة إجراءات الحماية والحراسة.

وتواجه هذه الإجراءات الأمريكية شكاوى قانونية يتقدم بها بعض المستوطنين احتجاجا على الإجراءات الأمنية المكثفة.

ويتطلب إقامة المبنى الكامل للسفارة الأمريكية في القدس المحتلة، إغلاقا محكما لشوارع عدة مؤدية إليها، فضلا عن إقامة جدار أمني بناء على طلب الولايات المتحدة لتوفير الاحتياجات الأمنية، لأنها ستشمل جميع الفعاليات واللقاءات الدبلوماسية، مع الإقامة فيه بصورة دائمة.

وقد لا يستطيع الرئيس جو بايدن التراجع عن قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس المحتلة، لكن الفترة الزمنية المطلوبة لإنهاء المبنى وهي عشر سنوات كفيلة بحدوث الكثير من التطورات السياسية الإسرائيلية والأمريكية، فضلا عن معارضة يهود الولايات المتحدة لنقل السفارة، ويرون أنها خطوة لم تأت لإرضاء الصوت اليهودي الأمريكي، بل من أجل الإنجيليين والمسيحيين محبي المستوطنين، وهي تضر كثيرا بمشروعية الدور الأمريكي في المنطقة كدولة وسيطة بين أطراف الصراع.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال في عام 2017، قبل نقل السفارة إلى المدينة في مقر مؤقت عام 2018.

وكان المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في كيان إسرائيل “عدالة” قال في بيان في تموز/ يوليو الماضي، إنه بحث في سجلات أرشيفية و”كشف بشكل قطعي عن ملكية الفلسطينيين للأراضي المخصصة للسفارة”.

وأشار المركز الحقوقي إلى أن “الأرض المزمع بناء المجمع الدبلوماسي الأمريكي عليها، مسجلة باسم إسرائيل، بينما تمت مصادرتها بشكل غير قانوني من لاجئين ومهجرين فلسطينيين، وذلك باستخدام قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي للعام 1950”.