أقام مجلس مسلمي أوروبا مساء أمس الجمعة مجلس تأبين لفقيد الأمة الشيخ يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مدينة إسطنبول.
وافتتح مجلس التأبين، الذي أداره الزميل عادل الحامدي، رئيس مجلس مسلمي أوروبا عبد بن منصور بكلمة عن دور الراحل الشيخ القرضاوي في ترسيخ الوجود الإسلامي في أوروبا والمؤسسات التي أقامها، وعلى رأسها المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث الذي فتح الباب أمام المسلمين في القارة للانتقال من الهجرة إلى الاستقرار، وبناء المؤسسات في البلدان التي يعيشون فيها.
بدوره قدم عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كلمة عن مسيرة الشيخ القرضاوي العلمية، وما قدمه للأمة الإسلامية من علوم الفقه الوسطي والعلوم الأخرى.
وتحدث في المجلس نجل الشيخ القرضاوي، الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، وألقى قصيدة مطولة تختصر إرث والده السياسي والفكري والفقهي والإبداعي.
من جهته، أكد أحمد الراوي الرئيس الأسبق لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا فضل الشيخ على الشباب المسلم في أوروبا، وترسيخ مبدأ الاعتدال والوسطية والقيم الإسلامية والانفتاح على المجتمعات، وترشيد المؤسسات الإسلامية ليس في أوروبا فقط، بل في أنحاء العالم الإسلامي.
وتحدث في المجلس، الأمين العام لمجلس الإفتاء الأوروبي الشيخ حسين حلاوة، مبرزا دور الشيخ القرضاوي في تشجيع مسلمي أوروبا على دعم جهود الاجتهاد، وتوفير المناخ الملائم لنشأة فقه أوروبي متميز.
ومن الطرف التركي، شارك نائب المفتي العام وممثل اتحاد علماء المسلمين في تركيا عبد الوهاب أقنجي، ورؤساء عدد من المؤسسات الوقفية والعلمية.
وفي الختام، تحدث في المجلس الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي، الذي أشاد بجهود الشيخ يوسف القرضاوي في دعم أواصر الوحدة بين المسلمين، ودعا المسلمين وأنصار الشيخ القرضاوي إلى التركيز على ما يجمع المسلمين ويقوي من لحمتهم في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار بلدانهم والعالم.
وتوفي الشيخ يوسف القرضاوي، الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أيلول (سبتمبر) الماضي، عن عمر يناهز96 عاما.
وشهدت الدوحة، تشييع جثمان العلامة الراحل بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب (الجامع الكبير)، حيث ووري الثرى بحضور مجموعة من الشخصيات العربية والإسلامية.
ويعد القرضاوي من أبرز علماء الشريعة في العصر الحاضر، وأحد أعلام الإسلام البارزين في العلم والفكر والدعوة في العالم الإسلامي، ومن أكثر الدعاة المعاصرين قربا من الجماهير وتأثيرا في الشعوب، وهو صاحب مدرسة التيسير والوسطية، القائمة على الجمع بين مُحْكَمات الشرع ومقتضيات العصر.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=138363