87 عامًا على استشهاد الشيخ عز الدين القسام

يوافق يوم الأحد الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام، ملهم الثورة الفلسطينية، الذي جاهد دفاعًا عن أرض فلسطين، وأصبح أيقونة لمقاومتها.

ولد الشيخ عز الدين القساّم في محافظة “اللاذقية” في سوريا سنة 1882م، وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته “جبلة” متلقيًا تعليمه الابتدائي والديني هناك.

أرسله والده إلى الأزهر في مصر فقضى هناك ثماني سنوات تتلمذ فيها على يد ثلة من الشيوخ وتعلم العلوم الدينية والفقه والتفسير والحديث، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، ثم غدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف.

مسيرة جهاد

بدأت مسيرة عز الدين القسّام عند اشتعال الثورة ضد الفرنسيين بسوريا حيث شارك فيها، وحاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه بتوليته القضاء فرفض وكان جزاؤه أنْ حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام.

وقاد عز الدين القسام مظاهرة أيّدت مقاومة الليبيين للاحتلال الإيطالي وجمع التبرّعات من مال وسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس، وحكمت عليه فرنسا بالإعدام ولاحقته إيطاليا بسبب دعمه لثورة عمر المختار.

أصبح الشيخ القسام مطاردًا من الطغاة ففرّ إلى فلسطين سنة 1921 ونشط بين أهل “حيفا” يعلمهم القراءة والكتابة ويحارب الأميّة المتفشية بينهم، في مسجد الاستقلال في الحي القديم وهو ما أكسبه تقديرًا واحترامًا وتأييدًا.

في سنة 1926 ترأس القسّام جمعية الشبان المسلمين وكان يدعو للجهاد ضدّ المستعمر البريطاني واشتهر بين أهل حيفا بالورع الديني وأنّه شيخ محمود السيرة في صدقه ووطنيّته.

وكان يقول للناس في خطبه في جامع الاستقلال: “إن كنتم مؤمنين فلا يقعدن أحد منكم بلا سلاح وجهاد”.

عمل عز الدين القسّام على إنارة عقول الناس كبارًا وصغارًا وحثهم على المقاومة وكسر شوكة العدو وتغذية نفوس الأهالي بحب الجهاد وتحرير أرضهم من العدو الأساسي وهو الانتداب البريطاني.

بدأ الشيخ القسام بتأسيس الخلايا السريّة وتدريبها وتجنيدها من أجل الكفاح، وبعد أن نال اليهود “وعد بلفور” رأى بعض الشباب المستعجلين من أبناء تنظيمه القيام بثورة في حين استحسن عز الدين التريّث ولبث سنين يعدّ للثورة الكبرى، حيث قام بتعليم أبناء القرى وتدريبهم على السلاح جيّدًا وتلقى تعزيزًا مباشرًا وقويًا بالمال والسلاح من أمير الأردن الخزاعي.

ثورة القسام

في 15 نوفمبر 1935 أطلق الشيخ المجاهد عز الدين القسام الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية الكبرى، فبعد أن اكتشفت القوات البريطانية أمره قامت بمحاصرته في منطقة “يعبد” في جنين.

وطلبت بريطانيا من عز الدين ورفاقه الاستسلام إلا أنه ردّ قائلًا: “إننا لا نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل اللّه ” واندلعت معركة غير متكافئة بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة قدّم فيها المجاهدون الفلسطينيون صورًا رائعة من الكفاح والنضال وسقط الأبطال واحدًا تلو الآخر دفاعًا عن فلسطين.

وعُرف الحراك بـ”ثورة القسّام” وأسفرت المواجهة عن استشهاد الشيخ عز الدين القسّام في 20-11-1935.

كان لاستشهاد القسّام دوي كبير في البلاد وتعاطف الشعب مع فكرة الشهادة في سبيل الله والوطن.

ووجد بحوزة الشيخ الشهيد مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا، ونشرت الصحف مقالات كثيرة بعناوين مختلفة بارزة منها: “معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس” ، “حادث مريع هزّ فلسطين من أقصاها إلى أقصاها”.

أدى استشهاد عز الدين القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1935 وإضراب الستة أشهر والذي لم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب.