اندلعت أول شرارة للانتفاضة الأولى التي أطلق عليها لاحقاً “انتفاضة الحجارة”، في مثل هذا اليوم الموافق الثامن من ديسمبر 1987 بعد دهس شاحنة إسرائيلية بتعمد، سيارة يستقلها عمال فلسطينيون بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد أربعة منهم وإصابة آخرين.
وإثر الحادثة المتعمدة، هبت الجماهير في مخيم جباليا لمواجهة الاحتلال، ثم انتقلت إلى المدن والمخيمات الفلسطينية كافة.
وأطلق عليها “انتفاضة الحجارة” لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشكل الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت العنصر الأساسي المشارك بالانتفاضة، وتولت القيادة الوطنية الموحدة للثورة قيادتها وتوجيهها، وهي عبارة عن اتحاد مجموعة من الفصائل السياسية، كانت تهدف بشكل أساسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصول على الاستقلال.
وكانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة، المنشورات والكتابة على الجدران، وكانت توزع المناشير عند مداخل المساجد من أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس، ويتم تمريرها من تحت الأبواب.
وتطورت وسائل المقاومة خلال الانتفاضة تدريجيًّا، من الإضرابات والمظاهرات ورمي الحجارة، إلى الهجمات بالسكاكين والأسلحة النارية وقتْل العملاء، وأسر وقتل الضباط والجنود الإسرائيليين والمستوطنين.
وردَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعنف على الانتفاضة، فأغلقت الجامعات الفلسطينية، وأبعدت مئات النشطاء، ودمرت منازل الفلسطينيين.
وتقدر حصيلة الشهداء الذين ارتقوا على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة بـ 1162 شهيدًا، منهم نحو 241 طفلًا، بالإضافة إلى 90 ألف جريح، وتدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال حينها ما يقارب 60 ألف فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وفلسطينيي الداخل، وفق إحصائية لمركز الأسرى للدراسات.
وتوقفت الانتفاضة نهائيًا مع توقيع اتفاقية “أوسلو” بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح عام 1993، رغم معارضة معظم الفصائل المنضوية تحت لوائها في ذلك الحين.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=139061