الشتاء ضيفٌ ثقيل على خيام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا

يحلّ الشتاء على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ضيفًا ثقيلاً ليُثير مخاوف اللاجئين مجددًا، كما كل موسم شتويّ.

وتزداد أوضاع هؤلاء سوءًا مع بدء تسلل مياه الأمطار والصرف الصحي لخيامهم، نظرًا لتداعي شبكات الصرف الصحي؛ فالبنية التحتية متهالكة، فيما لا يزال الوصول المنتظم للكهرباء والمياه يشكل تحديًا حقيقيًا.

ومع تغوّل أيام الشتاء الطويلة في تلك المخيمات، يغدو تأمين الدفء بعيد المنال، مع استمرار تصاعد أسعار الوقود في الدولة السورية التي تتعافى من حربٍ أهلية استمرت لأكثر من عقد.

وفي الشمال السوري، الذي يضم نحو 1500 أسرة فلسطينية –إحصائية غير رسمية- يواجه اللاجئون معاناة مركبة؛ فهم لاجئون ومهجرون قسرًا من مخيماتهم الرسمية، يعيشون في خيام لا تصلح للعيشِ الآدمي، متهمين “أونروا” بالتنصل من التزاماتها تجاههم.

لجوء وتهجير قسري

ويقول لاجئ فلسطيني من مخيم اليرموك: “منذ 2018، نتواجد في الشمال السوري داخل خيام لا تقينا برد الشتاء ولا حر الصيف، ونعاني من العذاب والقهر وقلة المساعدات”.

ويضيف في حديثه لوكالة “صفا”: “أبناؤنا يضيعون بين أزقة المخيمات، وليس بوسعنا فعل أي شيء ومسلوبو الإرادة”.

وحول وضع اللاجئين في ظل قدوم فصل الشتاء، يُشير إلى غياب أي وسيلة تدفئة في مخيمات شمال البلاد، و”حتى لو قررنا جلبها، فتكلفتها العالية تمنعنا من ذلك؛ في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغياب فرص العمل، وازدياد احتياجات عائلاتنا”.

ويتابع اللاجئ الفلسطيني أن “العذاب الذي تعيشه العائلة الفلسطينية في المخيمات شيء لا يوصف، في ظل عدم توفر مقومات الحياة الأساسية، ومتطلبات العيش الكريم، مما يجعلنا نعيش في حالة قهر يومية”.

ويشير إلى أنهم وجهوا أكثر من مرة رسائل مناشدة لـ”أونروا”، ولكن لا استجابة لمطالبهم، مشيرًا إلى أنّ الوكالة الأممية لا تهتم لمعاناتهم.

أوضاع كارثية

من ناحيته، يقول، فايز أبو عيد، المسؤول الإعلامي في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في حديث خاص لوكالة “صفا” إنّ معاناة هؤلاء تزداد في فصل الشتاء، جراء الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار المحروقات في سوريا، الأمر الذي وضع أصحاب ذوي الدخل المحدود والمتوسط أمام خيارات صعبة.

ويوضح أبو عيد أنه ونظرًا لفقدان وقود التدفئة”، وغلاء أسعاره وصعوبة الحصول على الغاز، وارتفاع سعر الحطب في السوق المحلية، أجبرت العائلات الفلسطينية على البحث عن حلول بديلة.

ويذكر أنّهم لجأوا إلى استخدام الملابس والأحذية البالية والنفايات البلاستيكية بديلًا للتدفئة، عبر جمعها من بقايا أكياس النايلون أو القطع البلاستيكية، مبينًا أثرها البالغ السوء على صحة اللاجئين.

ويقول المسؤول الإعلامي: “هناك انتقادات كبيرة لـ”أونروا” بسبب قلة المساعدات المالية التي تقدمها للاجئين (بخلاف اللاجئين في عموم الجمهورية)، حيث كانت تقدم كل 3 أشهر مساعدة مالية زهيدة وسلّة غذائية، ثم أصبحت كل 4 أشهر، وهو ما لا يتناسب مع غلاء الأسعار، والمعيشة الصعبة للاجئ الفلسطيني في سوريا”.

ويشير إلى أن مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا خاطبت “أونروا”، لتكون المساعدة المالية المقدمة للاجئين شهريًا وليس فصليًا، وزيادة قيمتها وصرف بدل تدفئة للعائلات الفلسطينية.

ويقول المسؤول الإعلامي: “تخلت أونروا عن اللاجئين الفلسطينيين في شمال سوريا، وهي لا تقدم أي مساعدات مالية ولا غذائية لهم؛ بدعوى أنهم يتواجدون في مناطق خطرة، ولا تريد المجازفة بموظفيها لإيصال المساعدات لهم، على الرغم من مطالبتنا لهم بإيجاد طرف وسيط كهيئة أممية تقوم بإيداع المساعدات لديها، ثم إيصالها إلى المهجرين”.