لعصابات “إسرائيل” باع طويل في استهداف المؤسسات الإنسانية والخيرية، واستغلالها لخدمة العصابات الصهيونية التي اقتحمت أرض فلسطين على ظهر الدبابات، ومن أبرز الشواهد على ذلك معهد الأيتام العرب في حيفا المحتلة.
وضمن ملف كشف مجازر وخفايا عام النكبة 1948، الذي أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) قبل أشهر، نُسلط الضوء اليوم على كيفية نهب “إسرائيل” المعهد الصناعي للأيتام العرب، الذي ما زال قائمًا حتى اليوم، لكن لليهود.
وتستعين الوكالة بشخصيات ومحامين وناشطين في متابعة ملفات النكبة بالأراضي المحتلة عام 1948، ضمن حملة أطلقها هؤلاء لكشف ملفات من أرشيف الاحتلال ومصادر أخرى، تم إخفاؤها لعقود.
مشروع ضخم
ويقول المحامي المختص بكشف هذه الملفات جهاد أبو ريا: “إن المعهد الصناعي للأيتام العرب، يقع على طريق حيفا -يافا القديم، المسمى بطريق رقم ٤، على بعد 4 كيلومترات من مدخل طيرة حيفا”.
ويضيف “بدأ مخطط لإقامة مشروع المعهد الصناعي للأيتام العرب قبيل النكبة، وهو عبارة عن مشروع ضخم أُقيم لرعاية الأيتام الفلسطينيين والعرب، ومساعدتهم على شق طريقهم، خاصة بعد زيادة أعدادهم عقب جرائم القتل والإعدام التي نفذها الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية ضد المجاهدين والمدنيين الفلسطينيين”.
وقام على المشروع لجنة اليتيم العربي في حيفا، التي أُسست سنة 1940، إذ بدأت بوضع مخططه، ثم حجر الأساس في تاريخ 16-7-1947.
ووضع حجر أساس المعهد في حفل ضخم، بعد أن نجحت اللجنة بجمع كل تكاليفه عبر جمع التبرعات من “أهل الخير”، ثم شرعت بالبناء واستطاعت أن تصل إلى مرحلة متقدمة فيه.
ويُعد المعهد من أضخم المباني في فلسطين، نظرًا لتطوره وأقسامه العديدة، وهو يشمل أقسام الكهرباء والميكانيكية والتجارة، وغرف تدريسية ومساكن للطلاب ومساكن للأساتذة وجناح للإدارة وجناح للأكل، وغيرها من الأقسام.
ومن أبرز ما ميز المعهد إقامة مشاريع داخله، منها مسجد وكنيسة.
الاستيلاء عليه وتهويده
لكن بين ليلة وضحاها، تحول المشروع النوعي إلى كابوس، حين جاءت العصابات الصهيونية إبان النكبة سنة 1948، وأوقفت اكتماله، وسيطرت عليه عبر المؤسسة الصهيونية.
وحسب أبو ريا، فإن الاحتلال لم يكتف بنهب المكان، بل أعلن عن إقامة “المعهد الصناعي للأيتام اليهود” مكانه.
وفي شهر مايو/ أيار عام 1952 افتتحت “إسرائيل” المعهد باحتفال كبير، تحت اسم “قرية تسفي سيترين” للأيتام اليهود، وشارك فيه المئات من المتطرفين اليهود، الذين ارتكبوا أفظع الجرائم بحق شعبنا.
وعن المعهد الباقي حتى اليوم، يقول أبو ريا: “سلب الصهاينة معهدًا لم نكن نحلم به حتى في يومنا هذا، لقد سلبوا أملاك الأيتام”.
ويهدف المحامون والناشطون من حملة كشف مجازر وجرائم “إسرائيل” إبان النكبة، إلى تقديمها كملفات لإدانتها في محاكم ومؤسسات دولية.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=139569