حذر مركز حقوقي فلسطيني، من خطورة الطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية، التي تحلق بكثافة في أجواء قطاع غزة، والتي تشكل مصدر إزعاج كبير للمواطنين، ولفت إلى أن تلك الطائرات استخدمت في تنفيذ غارات جوية، أدت إلى استشهاد المئات.
وقال مركز الميزان لحقوق الانسان، في تقرير إن الطائرات الإسرائيلية المسيرة تواصل تحليقها في أجواء قطاع غزة بشكل شبه مستمر، لافتا إلى أنها تصدر أزيزاً غير منقطع ما يخلق حالة من التوتر لدى السكان بشكل دائم، كما تخلق حالة من الرعب المستمر في صفوف المدنيين لا سيما الأطفال والنساء، إذ ترتبط أصوات تحليقها بذكريات مؤلمة لدى الغزيين، وتجعلهم في حالة توتر دائم في انتظار الهدف الذي ستطاله صواريخها.
وذكر المركز أن هذا الأمر يعيد إلى أذهان المدنيين الخبرات السابقة الصادمة التي مروا فيها خلال الحروب الإسرائيلية واسعة النطاق، التي انطوت على أعمال قتل وحشية للمدنيين ولاسيما الأطفال والنساء، وتهجير السكان قسرياً، وهدم وتدمير المنازل والممتلكات.
وبالعادة تستخدم قوات الاحتلال تلك الطائرات في عمليات المراقبة والتصوير، وفي أعمال الاستهداف الجوي بالصواريخ.
وحسب توثيق مركز الميزان، فإن قوات الاحتلال شرعت في استخدام الطائرات المسيرة في أعمال القتل منذ عام 2004 على الأقل.
وأوضح أنها استخدمت المسيرات بشكل مكثف في “أعمال القتل خارج نطاق القانون”، بحيث أصبحت واحدة من أشد وسائل القتل فتكاً، حين استخدمت في عمليات الاغتيال وقصف تجمعات المواطنين وملاحقتهم.
وقال إنها كرست كآلية للتحذير بشكل مضلل من خلال قصف المنازل المأهولة بهدف تدميرها لاحقاً، ما أوقع خسائر كبرى في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.
وتشير حصيلة توثيق مركز الميزان، إلى أنه وبالحد الأدنى، كان عدد الضحايا الذين سقطوا جراء استهدافهم بصواريخ طائرات الاستطلاع منذ عام 2000، وحتى عام 2022، (2146) شهيداً، من بينهم 378 طفلاً، و86 سيدة.
ومن بين العدد الإجمالي، هناك 349 قُتلوا داخل منازلهم، من بينهم 103 طفلاً، و54 سيدة، في حين بلغ عدد المنازل السكنية التي لحقت بها أضرار جراء استهدافها بصواريخ طائرات الاستطلاع، 3332 منزلاً.
والجدير ذكره أن العديد من الغارات التي نفذتها تلك المسيرات، أدت إلى تمزيق جثث الشهداء ومن بينهم الأطفال، وصعّبت عملية التعرف على الكثير منهم.
ويشير الأخصائيون في برنامج غزة للصحة النفسية، إلى أن “سماع صوت الطائرات المسيرة يعيد إلى أذهان الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء، الخبرات السابقة الصادمة، وتخلق لديهم حالة من التوتر والقلق والخوف والإحساس بالخطر المحدق، وتظهر لديهم أعراض نفسية كمشاكل النوم وفي بعض الأحيان تتجاوز الأعراض النفسية لأعراض جسدية”.
وطالب المركز الحقوقي من المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال للتوقف عن تسيير مسيراتها في أجواء قطاع غزة، كونها فعل من أفعال العدوان بالنظر للآثار النفسية المدمرة على الأطفال، وكذلك دعا المجتمع الدولي للعمل على رفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=139750