كاتب إسرائيلي: “الصندوق القومي اليهودي” متواطئ مع التطهير العرقي

أقام موقع “ميدل إيست مونيتور” الإخباري مساء أمس الاثنين حفل إطلاق كتاب “الصندوق القومي اليهودي.. جمعية خيرية متواطئة مع التطهير العرقي” للدكتور أوري ديفيس الأكاديمي الإسرائيلي والباحث المستقل المعروف بأنه مدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني.

بدأ الحدث، الذي أقيم في غاليري “بي21” بلندن، بمقدمة قدمها نسيم أحمد من ميدل إيست مونيتور، الذي سلط الضوء على أن الكتاب يكشف عن أحد أركان التطهير العرقي في إسرائيل وقدم فيديو من إنتاج خلود العجر يكشف الدور الرئيسي للصندوق القومي اليهودي في تلك الجريمة.

ثم سلط الدكتور ديفيس الضوء على الفصل العنصري المستمر الذي تفرضه إسرائيل وحكومتها وقواتها على السكان الفلسطينيين. ودعا الناس إلى إظهار أي دولة عضو أخرى في الأمم المتحدة تمنح حقوقها الدستورية لجزء واحد فقط من سكانها. “أرني حالة واحدة فقط. ولم يكن هناك أي إجابة [حتى الآن].”

وأعرب ديفيس عن اعتقاده بأن اليهود ليس لديهم حق محدد في تقرير المصير. حجته الرئيسية في ذلك هي أنه “لا يوجد شعب يهودي في إطار التفسير الصهيوني”، في محاولة لمعالجة الحجج الصهيونية السائدة.

وبدلاً من ذلك، قال إن “الصهيونية تسيس الدين اليهودي”، و”حق تقرير المصير هو حق السكان الأصليين في فلسطين”. كما طرح فكرة أن إسرائيل يجب أن تكون دستوريًا مثل سويسرا، التي تحدد المواطنين بلغاتهم ولا تميز بينهم.

وأشاد البروفيسور نور مصالحة بالكتاب ومؤلفه، مثمنا رحلاته في جميع أنحاء فلسطين ودليل التطهير العرقي والثقافي الذي شهده. وقال: إن الصندوق القومي اليهودي أبلغ إسرائيل أنه إذا لم يهدم منازل الفلسطينيين التاريخية بالجرافات بسرعة، فسيعود اللاجئون الفلسطينيون ويحاولون استعادتها.

انتهى الحدث بجلسة أسئلة وأجوبة حية، حيث أتيحت للجمهور فرصة اكتشاف المزيد عن الصندوق القومي اليهودي والتاريخ الفلسطيني الذي تم محوه.

كما أتيحت للجمهور والزائرين فرصة شراء نسخ من كتاب يوري ديفيس، والذي وصفه إيلان بابيه ـ الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر ـ بأنه “عرض لما يكمن حقًا وراء الماضي، الأعمال الحالية والمستقبلية للصندوق القومي اليهودي. ولكن أكثر من أي شيء آخر، هو استكشاف دقيق للجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين والتي لا تزال حتى اليوم في أحسن الأحوال مشوهة ويتم إنكارها خارج دولة إسرائيل. سيكون هذا الكتاب واحدًا من أفضل الوسائل للراغبين في مواجهة هذا التشويه والحرمان من أجل السلام والعدالة في أرض فلسطين”.

و”الصندوق القومي اليهودي”، هي منظمة تأسست في عام 1901 كوسيلة لجمع الأموال من اليهود لشراء الأراضي في فلسطين العثمانية، وإقامة المستعمرات اليهودية، ثم في فلسطين تحت الانتداب البريطاني ولاحقًا إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة لإقامة مستوطنات يهودية. في 2007 كان الصندوق يملك حوالي 13% من مجمل الأراضي في إسرائيل.

يذكر أن “ميدل إيست مونيتور” هي مؤسسة صحفيّة غير ربحية، تأسّست في 1 تمّوز/ يوليو 2009، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، وتُركّز إلى حدٍ كبيرٍ على الصراع الإسرائيلي العربي ولكنها تكتب عن قضايا أخرى في الشرق الأوسط أيضا.