موسم العسل في غزة.. تحديات جمّة وآمال بموسم جيد

مع بدء موسم قطف النحل في قطاع غزة المحاصر، يشتكي النحالون من عدة صعوبات وتحديات تحيط به أثرت على كمية إنتاجه المتوقعة لهذا العام أبرزها: تغير المناخ، ورش طائرات الاحتلال الإسرائيلي المواد الحشرية القاتلة.

ويقول النحال مالك قديح المتواجد بمنطقة خزاعة شرق محافظة خانيونس إن هذا العام هو العام الأسوأ على الإطلاق بإنتاج العسل إذ “كنا نتوقع أن تنتج الخلية الواحدة من 7 لـ8 كيلو حسب الجودة المتعارف عليها لنتفاجئ بإنتاج من 2 لـ3 ونص كيلو فقط في الخلية الواحدة، وذلك خلافاََ للمواسم والسنوات الماضية”.

وأضاف: “عدة ظروف ومعيقات واجهتنا هذا العام جعلت موسم العسل في انحدار، أبرزها: تغير المناخ، رش المبيدات الحشرية من قبل المزارعين والمنطقة بشكل عام، ورش المبيدات الحشرية والأدوية الخطيرة من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي عملت على قتل جميع النحل عند “سراحته” على الزهور، بالإضافة لعدم وجود حاضنة تدعم “النحالين” ما أثر على إنتاجية العام وعلى معيل الأسرة بالتحديد خاصة وإن كان قطيف العسل هو مصدر الدخل الأساسي لبيته” .

وطالب قديح الجهات المختصة بدعم المزارعين والنحالين قائلاََ: “للأسف الموسم هاد بخلاف عن كل المواسم السابقة ضعيف جداََ، وهذا الوضع يعود لوزارة الزراعة وجهات الاختصاص بأن تدعم النحالين وتقف إلى جانبهم وإلا سيبقى قطاع النحل في انحدار مستمر إذا بقي الوضع على حاله”.

فيما أرجأ المربي فهد الدحدوح قطف الإنتاج إلى أسبوع آخر، عازيًا ذلك إلى إمكانية طروء منخفض جوي خلال اليومين المقبلين، وبالتالي ينتظر انتهاءه وعودة درجات الحرارة إلى الاعتدال، “حيث الاعتدال يعد مناخًا ملائمًا لزيادة الإنتاج وقطف المحصول”.

وقال الدحدوح الذي يعمل في هذه المهنة منذ (10) سنوات مضت: “إن النحل يتجنب الخروج من المناحل لجلب الرحيق من الأزهار إن كانت أجواء الطقس غير مواتية، وهذا يؤخر أيضًا في إنتاج العسل”.

وتطرق الدحدوح الذي يمتلك 50 خلية نحل، إلى معوقات تواجه مربي النحل، أهمها نقص أشجار الحمضيات والكينيا التي تعد مصدر الغذاء الأول للنحل، وإلى جانب مرض “الفاروا” الذي يُفقده خاصية الطيران.

ودعا وزارة الزراعة إلى حماية الإنتاج المحلي من المستورد خاصة في هذا التوقيت الذي ينزل فيه الإنتاج الوطني إلى الأسواق.

وينقسم نحـل غـزة إلى قسميـن: الأول أصفر يسمى حارثي وهو شرس الطباع، قليل الإنتاج للعسل، والثاني يميل إلى السمرة، وهو أهدأ نسبيًّا وأكثر إنتاجًا للعسل.

ورجح المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني أن يسجل إنتاج العسل الموسم الحالي 200 طن وهي تغطي جزءًا من الاحتياج.

وأشار البسيوني في تصريح صحفي، إلى صعود تربية النحل في قطاع غزة في غضون السنوات العشرة الأخير حيث وصل عدد خلايا النحل اليوم إلى نحو 25 ألف خلية.

وأكد أن وزارته تعطي الأولوية لتصريف المنتج المحلي، وفي المقابل تفتح المجال للمستورد لتغطية العجز، وتشدد رقابتها على جودة الإنتاج المحلي والمستورد.

وأشار البسيوني إلى أن “القطفة الربعية” هي الأساس، تليها قطف ثانوية، تأتي بعد شهرين من الأولى بمعدل إنتاج 70-80 طنًا.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام