من جديد تمعن آلة الحرب الصهيونية في اغتيال الطفولة، وزرع الأسى والموت في ربوع الوطن السليب، في غزة المحاصرة المكلومة، والموجوعة.
فجر اليوم وعلى حين غرة أغارت 40 طائرة على أهداف مدنية في قطاع غزة، وأسفرت الغارات المباغتة عن استشهاد 13 مواطنًا منهم 10 أطفال ونساء.
ومن أهداف الاحتلال الليلة الطفلة ميار عز الدين وشقيقها الطفل علي، والذين ارتقيا بعد غارة استهدفت منزلهما في مدينة غزة، قبيل ساعات الفجر، حيث كانا ينعمان بأمن والديهما قبل أن تبدده طائرات الحقد الصهيوني.
آلة الحرب الصهيونية تغتال كل شيء في غزة، الفرح والسكون، وحتى الطفولة، أهدف لصواريخها البغيضة.
كانت ميار وشقيقها علي على موعد مع رحلة في مدرستهما “أوائل وقادة”، لقضاء بعض الوقت في الفرح والسرور، إلا أن رحلتهما كانت أبدية إلى دار الخلود.
والدهما الشهيد طارق عز الدين والأسير المحرر المبعد عن بلدة عرابة قضاء جنين، يتهمه الاحتلال بأنه قائد عسكري في سرايا القدس ومسؤول عن العمليات في جنين.
معلمة ميار وعلي لم تصدق هول ما سمعت، تتساءل: لماذا رحلت يا علي لماذا رحلت يا ميار.
وسادت أجواء من الحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جراء الغارات الصهيونية الغادرة، والتي استهدفت الآمنين، في منازلهم.
يقول الأكاديمي وأستاذ التاريخ خالد الخالدي: بالأمس وفي مثل هذا الوقت من ساعات الصباح الأولى كنت أتواصل مع مديرة مدرسة أوائل وقادة للطالبات، ومع مدير مدرسة الطلاب نتمم الإعداد للرحلة المدرسية الترفيهية- المفترض أن تكون اليوم- ونفكر ونخطط ونتواصى ونجتهد لاختيار أجمل برنامج لإسعادهم، وإدخال السرور عليهم.
ويتابع: واليوم وفي ساعات الصباح نتواصل ودموعنا تنهمر، لنصيغ أنسب العبارات في نعي قمرين من أجمل أقمارنا، ميار وأخيها علي، ارتقيا إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله برفقة أبيهما الشهيد طارق عز الدين ذو الخلق الرفيع، في رحلة الخلود التي تحقق السرور العظيم والسعادة الأبدية.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=141420