عمر طلال.. قاصر فلسطيني أفقدته إسرائيل البصر

وكأن عجلة الحياة توقفت.. هكذا وصف الفتى الفلسطيني عمر طلال (17 عاما) حاله، بعد أن أصابته قنبلة صوت أطلقها الجيش الإسرائيلي فأفقدته البصر.

في منزل عائلته ببلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، قال عمر للأناضول: “كان لدي مخططات وأحلام كثيرة، كل شيء تأجل على أمل الشفاء”.

وفقد عمر بصره خلال اقتحام قوة من الجيش الإسرائيلي للبلدة، حيث اندلعت مواجهات مع فلسطينيين في 24 أبريل/ نيسان الماضي.

وعادة ما يقتحم الجيش الإسرائيلي مدن وبلدات في الضفة الغربية بدعوى اعتقال مطلوبين أمنيا، وتندلع على إثرها مواجهات مع فلسطينيين، يستخدم خلالها الجيش الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز والصوت.

ويذكر عمر أنه كان في طريقه لشراء مستلزمات البيت من بقالة قريبة، وتصادف الأمر مع اندلاع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وتابع: “لجأت إلى مدرسة البلدة القريبة، وفجأة وقع أمامي شيء، وما هي إلا ثواني حيث حدث انفجار.. لم أع ما جرى، شعرت أن رأسي انفصل عن جسدي، الدماء تسيل من وجهي، أصبت بجراح في الوجه والرأس والصدر”.

وبنبرة صوت تعكس حزنا شديدا، أردف: “كان مجرد مشوار لشراء مستلزمات البيت (…) عدت محمولا، ومنذ ذلك الحين لم أبصر”.

وأوضح أنه نُقل للعلاج في مركبات خاصة وعبر طرق فرعية جراء إغلاق الجيش مدخل البلدة، مضيفا: “بدأت مشوار علاج لا أعرف متى يمكن أن ينتهي وما النتيجة.. أخشى فقدان البصر طوال حياتي، لكن الأمل بالله كبير”.

وعن طموحاته ومستقبله، اتهم عمر السلطات الإسرائيلية بتدمير حياته، لكنه استدرك: “أنا طالب في الصف الحادي عشر الفرع العلمي، مخططي أنهى الثانوية العامة ودراسة التخدير والإنعاش، طموحي لن يقتله شيء وسأحارب من أجله”.

وعمر شاب رياضي يمارس رياضة كمال الأجسام، ويعمل بعد دوامه المدرسي في مشغل لوالده لصناعة المظلات للبيوت والمركبات.

مصير مجهول

طلال والد عمر قال للأناضول إن إصابة نجله أثرت بشكل كبير على حياتهم عامة وعلى نجله خاصة الذي انقطع عن الدراسة وبدأ مرحلة علاج.

وتابع أن عمر كان بمثابة يده في كل شيء، حيث يعد المعاون الأول له في عمله، وبات يعرف تفاصيل العمل ويتقنه بشكل لافت.

وأردف: “بدأنا مرحلة علاج في مستشفى جامعة النجاح الوطنية بنابلس، لكن من غير المعروف مدته ونتيجته”.

وشدد الأب على أنه سيطرق كل الأبواب في محاولة إعادة النظر لنجله، مضيفا: “حتى الآن المصير مجهول”.

وتابع: “اليوم لا يوجد فلسطيني آمن على نفسه أو بيته، الجيش ومستوطنيه يأتون حتى المنازل ويهاجمونها”.

الضحايا الأطفال

ووفقا لمدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش فإن “إسرائيل قتلت ألفين و260 طفلا، غالبيتهم في قطاع غزة، في هجمات متفرقة منذ عام 2000”.

وأضاف أبو قطيش في حديث مع الأناضول، أن “إسرائيل قتلت 26 طفلا منذ بداية العام الجاري، 19 في الضفة الغربية و7 في قطاع غزة بينهم 6 في العدوان الأخير” الذي بدأ فجر الثلاثاء واستمر 5 أيام.

ومنذ بداية 2023، تشهد الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة، موجات من التوتر جراء عمليات اقتحام لمدن وبلدات ينفذها الجيش الإسرائيلي بدعوى ملاحقة مطلوبين فلسطينيين.

المصدر: الأناضول