“مؤتمر فلسطينيي أوروبا”..كلمات الافتتاح تضج بفلسطين وحق العودة والوحدة

ضجت كلمات شخصيات ومتحدثون في افتتاح مؤتمر فلسطينيي أوروبا في نسخته العشرين المنعقد في مالمو السويدية، بحب فلسطين، معبرين عن التمسك بحق العودة والدعوة للوحدة الوطنية.

وانطلقت فعاليات “مؤتمر فلسطينيي أوروبا” في دورته العشرين بمدينة “مالمو” السويدية، تحت شعار “75 عاماً وإنّا لعائدون”، بعد توقف دام 3 أعوام بسبب جائحة كورونا.

ويشارك في المؤتمر الآلاف من فلسطينيي أوروبا بمختلف توجهاتهم، وعدد من النواب في البرلمانات السويدية والإيطالية والأيرلندية، إضافة إلى ممثلين عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب البيئة في السويد، إلى جانب عدد من الكتاب السويديين، وأعضاء في مجالس البلديات هناك.

وضجت كلمات المؤتمرين، في حفل الافتتاح، بالتحية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والتأكيد على حق العودة، والتمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم التنازل عنها، والدعوة للوحدة الوطنية الفلسطينية، وإصلاح منظمة التحرير كجسم جامع للكل الفلسطيني دون إقصاء.

أمين أبو راشد: مشهد تاريخي

رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد، يرى أن المؤتمر في نسخته العشرين أصبح نموذجًا من آلاف النماذج التي صنعها الشعب الفلسطيني للمطالبة بحقه، لأنه ما ضاع حق وراءه مطالب.

ووجه أبو راشد، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، التحية للثابتين الصامدين في فلسطين، وشكر كل الوفود التي دعمت وأيدت الحق الفلسطيني في البرلمان الأوروبي والصحفيين وأنصار الحق الفلسطيني خاصة في السويد.

وقال: “إننا أمام مشهد تاريخي مميز على مستوى القارة الأوروبية، لأننا أمام استعادة حقوقنا التاريخية بالعودة، واستمرار هذا المؤتمر – الذي رفع شعار حق العودة – ليؤكد على أننا نوصل رسالتنا للعالم أجمع بأننا لن نتخلى عن حق العودة، وسنبقى ندافع عن هذا الحق حتى نعود إلى فلسطين”.

وطالب أبو راشد “بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ليتم تفعيل مؤسساتها وتفعيل الانتخابات داخلها، لأننا كفلسطينيين نعتز بهذا الإرث، وحتى تصبح المنظمة ممثلاً حقيقياً للشعب الفلسطيني، ولكل الفلسطينيين”.

محمود الكايد يدعو للوحدة

بدوره، قال رئيس مجموعة العمل الفلسطيني محمود الكايد، إن المؤتمر تظاهرة لنبين للناس أن هناك شعب فلسطيني وأن العلم الفلسطيني الذي يرفرف هنا سيبقى يرفرف للأبد وأن من واجبنا أن نظهر حقيقة الاحتلال ووجهه الإجرامي.

ودعا الكايد للوحدة ونبذ التشرذم، في إطار التمسك بالثوابت والحقوق وأهمها حق العودة وتقرير المصير، وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية”.

وشدد أن منظمة التحرير الفلسطينية إنجاز وطني لعموم الشعب الفلسطيني ولا يجوز المساس بها، وهي تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، لتضم كل الشعب الفلسطيني دون إقصاء، ولتكون أداة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد أنهم لا يسعون لإنهاء منظمة التحرير الفلسطينية، ولكنهم يريدون أن يعاد تشكيلها من جديد لتمثل الكل الفلسطيني وليس فئة معينة”.

جمال الحاج: نحن أقرب للتحرير والعودة

أما البرلماني السويدي جمال الحاج فقال إنه: “آن الأوان أن نواجه هجمات الاحتلال بالحفاظ على الوحدة والثوابت”، مؤكدًا أن “البيت الفلسطيني يسع الجميع، ومنظمة التحرير الفلسطيني هي الممثل الشرعي والوحيد للكل الفلسطيني في الداخل والخارج”.

وأضاف “نحن الآن أقرب للتحرير والعودة، وهذا الجيل جيل التحرير وسنرى قريبًا علم فلسطين يرفرف على أسوار القدس الأبية”.

وأوضح أن “المؤتمر يسعى من أجل حق العودة”، موجهًا التحية لـلشعب الفلسطيني المرابط في القدس والضفة وغزة المحاصرة، في الداخل المحتل ومخيمات اللجوء وللأسرى في سجون الاحتلال، ولكل من سعى لإنجاح هذا المؤتمر.

حسن خريشة: تمسك بالثوابت

أما نائب رئيس المجلس التشريعي حسن خريشة فبيّن أن المؤتمر ينعقد للتمسك بالثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة.

وقال: “هذا المؤتمر يمثل أبناءنا الذين يمثلون فلسطين في أنحاء العالم ويعبئوا الفراغ الذي تركه الجانب السياسي في الخارج”.

ستيفانيا أسكاري: يجب أن نستمع للفلسطينيين

من جهتها، أشارت النائب الإيطالية العضو الجديد في الرابطة الأوروبية لرابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين ستيفانيا أسكاري إلى إحياء ذكرى النكبة هذا العام في الأمم المتحدة للمرة الأولى.

وقالت: “يجب أن نستمع للفلسطينيين.. لماذا يُقتل الفلسطينيون كل يوم في ظل سكوت العالم عن ذلك؟”.

ريتشارد باريت: إسرائيل دولة عنصرية

أما النائب في البرلمان الإيرلندي ريتشارد باريت فأوضح أن “إسرائيل كانت تتظاهر أنها دولة عادية وديمقراطية، لكن الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة تدحض تلك الكذبة، وتقول هذا هو تاريخ من الإرهاب تجاه الفلسطينيين ومن العنصرية وسرقة أراضي الفلسطينيين والفصل العنصري”.

وأضاف “أي شخص يؤمن بالعدالة والحرية يجب أن يقف مع الفلسطينيين ضد دولة إسرائيل”.

مانو بينيدا: التطهير العرقي مستمر

من جانبه قال رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي مانو بينيدا: “النكبة كانت قرار أحادي من جانب الحركة الصهيونية للسيطرة على الأراضي التي لم يشملها قرار التقسيم، هذا هو التطهير العرقي الذي ما زال مستمر حتى اليوم، دمروا أكثر من خمسمائة قرية وشردوا أكثر من سبعمائة ألف فلسطيني، يجب أن تقوم دول الاتحاد الأوروبي لتطبيق قرارات حقوق الإنسان، أطالب أن تنتهي النكبة وأن يعود الشعب الفلسطيني لأنه يستحق”.

وعبر الناشط ناشط في حركة التضامن الدولي “رون هولكينوف” عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر فلسطينيي أوروبا، مشيرا إلى إعجابه بأن تكون المؤسسات الفلسطينية في أوروبا منظمة بشكل جيد للعمل لأجل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

سيعود الفلسطينيون

وقال عبد الله بن منصور رئيس مجلس مسلمي أوروبا: “نعم سيعود الفلسطينيون إلى بلادهم، قريبا جدا، لم يشهد التاريخ مظلمة دامت أكثر من عمر إنسان، ما حدث في النكبة هو ظلم عظيم، وفي كل ظلم منحة عظيمة، وهي أنك تجد للفلسطيني في أوروبا مكانا مهما في الطب والإعلام، وغيرها، لدي إحساسان قويان، الأول أن يعود الفلسطيني لأرضه، والثاني أن تفقد أوروبا هذا الوجود الذي يحافظ على الوجود الإسلامي فيها”.

عبيدة مدلل يتحدث عن غزة تحت الحصار

الدكتور عبيدة مدلل رئيس مؤسسة “غزة ريليف” تحدث عن أوضاع سكان قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي، داعيا إلى مزيد من الجهود في البعد الدولي لمواصلة العمل في القارة الأوروبية لكسر الحصار عن القطاع.

المؤتمرات الموازية

ويتضمن مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأساسي، عدة مؤتمرات موازية، أبرزها مؤتمر المهندسين الفلسطينيين في أوروبا، مؤتمر المرأة الفلسطينية في أوروبا، مؤتمر المؤسسات العاملة لفلسطين في أوروبا، مؤتمر الشباب الفلسطيني، مؤتمر المعلمين الفلسطينيين، ومؤتمر واقع الطبيعة في فلسطين، مهرجان الفيلم الفلسطيني، خيمة معرض الأسرى، ومنصة تكريم شهود النكبة الفلسطينية في أوروبا، وورشة للتفكير في تشكيل لوبي فلسطيني قوي.


ومن المقرر أن يعلن المؤتمر عن إطلاق منصة المبدعين، وهي منصة للاحتفاء بكل الكفاءات والمواهب الفلسطينية المميزة في أوروبا، ومنصة يدا بيد، للبرهنة على أن المؤتمر يمثل كل ألوان الطيف الفلسطيني.

وسجل للمؤتمر وفق سجلات القائمين عليه منذ نسخته الأولى في عام 2003 إسهامات بارزة في نشر الرواية الفلسطينية وبيان الحق الفلسطيني في المحافل الأوروبية، وفضح الادعاءات الإسرائيلية القائمة على الزيف والبهتان، وفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم.

إضافة إلى أنه جاء ليؤكد على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحق بالحرية والعودة وتقرير المصير.

وأطلق مركز العودة المؤتمر في العام 2003، ونظم 19 دورة سابقة، قبل أن يصبح مبادرة مستقلة وقائمة بحد ذاتها.

بدوره أطلق المؤتمر عشرات المبادرات التي خرجت من قاعاته على شكل مشروعات خدمية وخيرية وسياسية وحقوقية إلى مختلف أماكن الوجود الفلسطيني في الداخل والخارج، من بينها حملات الدعم الإنساني، وسفن كسر الحصار عن غزة، والوفود البرلمانية الأوروبية التي زارت فلسطين ومخيمات اللاجئين.

وينظر الفلسطينيون في أوروبا إلى هذا المؤتمر على أنه لقاء جامع لهم وفرصة سانحة للتأكيد على حق العودة وكل الثوابت الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا مَكَّنَ الفلسطينيين المنسيين والمهمشين في أوروبا، من أن يكون لهم دورٌ وعملٌ، وساعد في تسليط الضوء على قدراتهم وإمكانياتهم، وكشف عن مواهبهم وطاقاتهم، وأظهر أنهم يستطيعون المساهمة في المقاومة وخدمة شعبهم ودعم صمودهم وترسيخ ثباتهم.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام