المغرب..مناهضو التطبيع يرفضون زيارة رئيس الكنيست لبلادهم

أعلن حزب العدالة والتنمية المغربي رفضه المطلق للزيارة المرتقبة التي يعتزم رئيس الكنيست الإسرائيلي القيام بها غدا الأربعاء إلى المغرب، معتبرا أن زيارته للبرلمان -إن حصلت- وصمة عار.

جاء ذلك على لسان عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في كلمة افتتح بها الاجتماع الأسبوعي للمجموعة، المنعقد أمس الاثنين 5 يونيو 2023 بمقر الحزب في الرباط، حيث أبدى أسفه لما وصلت إليه “الهرولة التطبيعية” في المغرب، رغم أن سقف استئناف العلاقات مع “إسرائيل”، محدد ببلاغ الديوان الملكي الصادر في كانون أول (ديسمبر) 2020، بحسب تعبيره.

واعتبر بووانو، أن هذه الزيارة إذا تمت، ستكون وصمة عار، خاصة أنها تأتي في وقت لا يزال فيه الكيان الصهيوني يمعن في قتل المدنيين الفلسطينيين، ويتحدى وزراؤه مشاعر المسلمين بزيارات مستفزة للمقدسات الإسلامية بالقدس.

وقال بووانو: “إن المجموعة اتخذت القرار بشأن عدم المشاركة في مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-الإسرائيلية منذ اليوم الأول، وقبل الإعلان عنها ونشر أسماء أعضائها، منوها بالموقف الذي اتخذه فريق التجمع الوطني للأحرار الذي رفض هو الآخر المشاركة في هذه اللجنة، وكذا بموقف فريق التقدم والاشتراكية في الموضوع نفسه.

ودعا رئيس المجموعة في الاجتماع المذكور، إلى بلورة المواقف الأخيرة الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، في مبادرات تبرز مكانة القضية الفلسطينية بالنسبة للمغرب.

من جهتها استنكرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الزيارة المرتقبة لرئيس الكنيست “الإسرائيلي” للمغرب غدا الأربعاء، بدعوة من رئيس مجلس النواب.

وقالت الجبهة في بيان لها اليوم نشرته في صفحتها على “فيسبوك”: “إن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إذ تعبر عن رفضها المطلق لهذه الزيارة المشؤومة، فإنها تدعو كل مناصرات ومناصري القضية الفلسطينية في البرلمان المغربي إلى الانتفاض في وجه رئيس الكنيست الصهيوني والوفد المرافق له في قاعة البرلمان والإعلان عن رفضهم للتطبيع مع محتلي فلسطين، وتعلن أنها ستناهض هذه الزيارة بأشكال ومبادرات نضالية مختلفة وعلى رأسها تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان يوم 7 يونيو 2023 في الساعة السابعة مساء”.

وأشار البلاغ إلى “أن تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-“الإسرائيلية” السيئة الذكر، في منتصف شهر أيار (مايو) الماضي، لم يكن سوى مقدمة وجزء من الترتيبات الأولية لزيارة رئيس الكنيست “الإسرائيلي” للمغرب يوم غد الأربعاء 7 يونيو الجاري بدعوة من رئيس مجلس النواب”.

وأضاف: “تأتي هذه الزيارة في إطار تكثيف وتسريع خطوات التحالف بين النظام المخزني والكيان الصهيوني، هذا التحالف الذي أصبح وثيقا للغاية وشاملا لكل المجالات دون استثناء. كما أنها تأتي مباشرة بعد زيارة أخرى لوزيرة المواصلات التي صالت وجالت في بلادنا وعقدت اتفاقيات في مجال النقل والمواصلات مع العلم أن هذا المجال قد عرف كل أشكال التعاون منذ عقود خلت”.

وحذّرت الجبهة من مخاطر الاستمرار في سياسة التطبيع بين المغرب وإسرائيل، وقال البلاغ: “لقد توسعت شهية الصهاينة وكبرت وأصبح الهدف اليوم هو جعل المغرب يلعب دور عراب الكيان الصهيوني للمزيد من التغلغل في أفريقيا وتعزيز سيطرته على قارتنا، وهي سيطرة قائمة على تسعير نار الحروب الأهلية وصفقات الأسلحة والاستحواذ على الأراضي والاستفادة من تفوقه في مجال التقنيات العالية وفي الزراعة، وخاصة البذور والأسمدة والري بالتقطير ورش المبيدات وغيرها”، وفق تعبير البلاغ.

يذكر أن أنه تم الإعلان في أيار (مايو) الماضي عن تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية. وجاء ذلك بحسب الموقع الرسمي لمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان).

ونشر موقع المجلس، أسماء أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، دون ذكر تاريخ تأسيسها.



وضمت المجموعة في عضويتها ممثلين عن مختلف الكتل النيابية، باستثناء كتلة “التجمع الوطني للأحرار” قائد الائتلاف الحكومي، وكتلة “العدالة والتنمية” المعارضة، وأخيرا انسحب من المجموعة حزب التقدم والاشتراكية.

وقال المجلس، إن المجموعة “يترأسها البرلماني نور الدين الهروشي، المنتمي لكتلة حزب الاتحاد الدستوري النيابية (مساندة للأغلبية)”.

وفي 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، صادق مجلس النواب على أول اتفاقية موقعة مع إسرائيل تتعلق بالخدمات الدولية.

وكانت الحكومة المغربية وقعت في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، على اتفاقيتين مع إسرائيل، في مجالات الخدمات الجوية والثقافة والرياضة.

وفي 10 كانون الأول (ديسمبر) 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.