شيّع آلاف المواطنين الفلسطينيين في محافظة رام الله جثمان الشهيد الطفل الرضيع محمد التميمي (عامان)، فيما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بضرورة إنجاز تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة وغيرها من جرائم قتل الأطفال الفلسطينيين.
وكان المئات من المواطنين قد تسلموا جثمان الشهيد الرضيع الذي أصيب الخميس الماضي في جريمة نفذها جنود جيش الاحتلال ضد سيارة كان يقودها والد الطفل هيثم التميمي الذي أصيب بدوره بجروح متوسطة، فيما أصيب نجله محمد برصاصة في الرأس.
ونقل جثمان الطفل الرضيع إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، ومن ثم نقل إلى بلدته النبي صالح غرب رام الله لتشييعه إلى مثواه الأخير.
يذكر أن عائلة التميمي تسكن في منزل قريب من البرج والنقطة العسكرية لجيش الاحتلال عند مدخل النبي صالح.
وحسب هيثم التميمي، والد محمد، فإن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على السيارة فور تحركه بها أمام المنزل، ثم عندما حاول العودة إلى الخلف كرروا إطلاق الرصاص، مؤكدا أنه شاهد جنودا يخرجون من محيط المنزل بعد إطلاق الرصاص.
وأكدت عائلة الشهيد أنها تواصلت مع محامين لرفع قضية بهذا الخصوص، ومع مؤسسات دولية أيضا “وسوف تسجل القضية في محكمة الجنايات الدولية”.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين جريمة إعدام الطفل، واعتبرتها جريمة بشعة وجريمة ضد الإنسانية.
وطالبت لجنة التحقيق المستمرة والجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتها بهذا الخصوص، خاصة وأن أي تحقيقات إسرائيلية داخلية هي شكلية ولا قيمة لها، ولا تعدو كونها محاولات لتضليل العالم والمحاكم الدولية، وغالبا ما تنتهي بتبرئة القاتل وإخفاء الحقيقة التي يتورط بها المستويان السياسي والعسكري في دولة الاحتلال.
وباستشهاد الطفل محمد التميمي يرتفع عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص الاحتلال هذا العام إلى 28 شهيدًا، بينهم سبعة أطفال من قطاع غزة، وبقيتهم من الضفة الغربية.
سياسيا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن ضم الضفة الغربية والإخلال بالوضع الراهن للمواقع المقدسة ومواصلة هدم منازل الفلسطينيين يدمر فرص حل الدولتين.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي: “حل الدولتين يمكن التوصل إليه فقط عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين”.
وإلى جانب تأكيده على أن الولايات المتحدة تعمل نحو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، أعلن عن تقديم مليار دولار لإسرائيل لتطوير منظومة القبة الحديدية.
وشدد بلينكن على أن الولايات المتحدة تتصدى بقوة للجهود المناوئة لإسرائيل في كل محفل بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، “كما نتصدى لمعاداة السامية وأمواج الكراهية المتصاعدة في مختلف أنحاء العالم”، مدعيا أن اندماج “إسرائيل” في محيطها يجعل المنطقة أكثر أمنًا وازدهارًا.
وأشار إلى أن آفاق حل الدولتين تبدو بعيدة خلال الفترة الحالية، لكننا مستمرون في التواصل مع الطرفين.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142088