دعا ناشطون إلى دعم الجهود الرامية لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة بمختلف الوسائل المشروعة، بهدف إنهاء معاناة أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف غير إنسانية، وفي أوضاع معيشية بالغة الصعوبة.
وحثّ الناشطون في تصريحات لهم على تسليط الضوء على معاناة الغزيين المتفاقمة تحت الحصار المستمر منذ 17 عام، وخلق رأي عام دولي ضاغط بغية إجبار دولة الاحتلال على إنهاء الحصار غير القانوني وغير الأخلاقي على القطاع.
جاءت تصريحات الناشطين عقب إعلان تحالف “أسطول الحرية” (حركة تضامنية عالمية)، الخميس، عن تنظيمها لإبحار سفينة نرويجية تحمل اسم “حنظلة” من ميناء ليفربول (شمالي غرب إنجلترا)، بهدف زيادة الوعي بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وأكد التحالف في بيان له بأن ” تسيير السفينة يهدف أيضا إلى زيادة الضغط الشعبي على دولة الاحتلال، وتوفير الدعم في المجتمعات الأوروبية لمشروع كسر الحصار، الذي يتبناه التحالف من أجل كسر الحصار البحري المفروض على غزة”.
وأفاد التحالف بأن سفينة “حنظلة” اتجهت نحو مقاطعة “ويلز” جنوبي غرب المملكة المتحدة، حيث ستتوقف في ميناء كاردف (عاصمة ويلز) حتى الاثنين القادم، لتنظيم عدد من الفعاليات التضامنية والتوعوية، بمشاركة أنصار فلسطين، ونشطاء من الحركات التضامنية.
وتبحر السفينة بعد ذلك إلى مدينة “بريستول” جنوب غرب إنجلترا، والتي ستحتضن على مدار عشرة أيام برنامجا حافلا من الفعاليات والندوات الثقافية، والنشاطات الفنية والموسيقية الداعمة للحق الفلسطيني، والرامية للتعريف بمعاناة أهالي قطاع غزة جراء الحصار المفروض عليهم منذ ما يزيد عن 15 سنة، إضافة لعرض لفيلم وثائقي، عن محاولات كسر الحصار، وندوة سياسية حول أهمية الجهود الشعبية لكسر الحصار.
على عهد الوفاء لغزة
رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر بيراوي (العضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية) قال بأن الحملة الجديدة لكسر الحصار البحري عن غزة، وتسيير سفينة “حنظلة” التي انطلقت من النرويج، جاءت استجابة لنداء مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة.
وأشار في تصريحات صحفية، أن تحالف أسطول الحرية، وكل النشطاء والمتضامنين حول العالم، ما زالوا على عهد الوفاء لغزة، وأنهم مستعدون لتكرار محاولات الإبحار لتحدي الحصار المفروض على قطاع غزة، ولتعرية عنصرية وظلم دولة الاحتلال.
وأكد بيراوي أن سفينة “حنظلة” ستتابع إبحارها إلى العديد من الموانئ الأوروبية على مدار شهرين، مستهدفة زيادة الوعي بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار، ورفع درجة الاهتمام والعمل التضامني في المجتمعات الأوروبية، ولزيادة الضغط على الحكومات الأوروبية، للقيام بواجبها في إنهاء جريمة الحصار.
ولفت إلى أن تحالف “أسطول الحرية” سيعلن لاحقا عن خطته للإبحار باتجاه شرق البحر المتوسط، لتنفيذ محاولة جديدة لكسر الحصار الظالم عن غزة.
مسؤولية أخلاقية
من جانبه أكد رئيس “الهيئة الشعبية العالمية لدعم فلسطين”، الدكتور عصام يوسف، بأن العمل على كسر الحصار عن غزة، يعد مسؤولية أخلاقية، تتحملها الحكومات، والدول المنضوية تحت راية الأمم المتحدة، سيما وأن من واجبها بذل الجهود الدبلوماسية والسياسية من أجل إنهاء المأساة الإنسانية لأهالي القطاع.
ورحّب يوسف بمساعي تحالف “أسطول الحرية” في إبقاء قضية الحصار على غزة في أذهان وأمام ناظري العالم، وقيامه بدور متفرد في تذكير شعوب العالم بالمأساة الإنسانية المسكوت عنها، وجهوده المستمرة كي لا تصبح معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وفي كل بقاع الأرض نهباً للنسيان.
واستدرك قائلاً بأن “للمؤسسات الحقوقية والإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني بمختلف اهتماماتها وتخصصاتها، دور كذلك في العمل على ممارسة الضغوط داخل مجتمعاتها من أجل دفع حكوماتها باتجاه اتخاذ موقف واضح وثابت رافض للحصار”.
وأضاف “كما أن للأفراد والشخصيات المؤثرة في بلدانها ذات الدور والمسؤولية الأخلاقية المناطة بها من أجل تبني قضية كسر الحصار عن غزة، والعمل بدأب ونشاط من أجل هذه الغاية الإنسانية النبيلة، حيث أن الأخلاقيات الإنسانية في هذا الإطار تعد منظومة شاملة لا يمكن تجزئتها، والتغاضي عن معاناة البشر، وإدارة الظهر لها وإنكارها، يعتبر خذلاناً وسقوطاً أخلاقياً لا يغتفر”.
مظلمة تاريخية
بدوره أعرب رئيس “تحالف أنصار فلسطين”، الشيخ أحمد إبراهيمي، عن ترحيبه بجهود تحالف “أسطول الحرية” الساعية لكسر الحصار عن غزة، واصفاً إياها بالنور القادم من نهاية النفق لإظهار ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة أمام العالم، ولتذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه معاناة الشعوب المقهورة والمظلومة.
وافاد بأن المنظومة القانونية التي يحتكم إليها المجتمع الدولي تتعطل آليات تنفيذ تشريعاتها دوماً عند القضية الفلسطينية، حيث أبقته على مدى عقود دون إنصاف، لتتحول قضيته إلى مظلمة تاريخية، باتت تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، وقضية الحصار الإسرائيلي على غزة ما هي إلى أحد فصول هذه المظلمة، حيث يصمت العالم أمام جريمة ضد الإنسانية دون أن يحرك ساكناً.
واستنكر إبراهيمي استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة متسائلاً “لماذا يستمر المجتمع الدولي بالتشدق بالقوانين والمواثيق والأعراف التي يدعي أنها تحكم سلوكياته ومنازعاته ومنظومته الأخلاقية، مع أن تعاطيه مع قضية الشعب الفلسطيني، وقضية الحصار على غزة تثبت عكس ذلك تماماً؟ وإلى متى تستمر القوى العظمى بالكيل بمكيالين في قضية الشعب الفلسطيني على الرغم من سقوط أقنعة شعار العدالة للشعوب المضطهدة الذي ترفعه، لينكشف سفور وجهها أمام الضحايا من أطفال غزة الذين لا زالوا يسقطون بسبب المرض والعوز؟”.
واختتم إبراهيمي حديثه قائلاً “من الواجب الإنساني والأخلاقي دعم جهود تحالف أسطول الحرية، والوقوف وراءه وتأييده، حيث ينسحب هذا الواجب على كل إنسان حر، وصاحب ضمير حي وسوي، لا تقبل فطرته السليمة باستمرار تجويع أطفال ونساء وشيوخ غزة”.
يشار إلى أن تحالف أسطول الحرية، حركة تضامن شعبية، يتكون من عدد من المنظمات التضامنية من أكثر من 12 دولة حول العالم، وتتركز جهودها على محاولات كسر الحصار البحري غير القانوني عن غزة، وعلى إظهار بشاعة الجريمة الإسرائيلية الممتدة منذ عام 2006.
وكان التحالف نظم العديد من حملات كسر الحصار البحري كان أبرزها سفينة “مافي مرمرة” التركية وأخواتها من السفن الدولية، التي تم مهاجمتها والاعتداء عليها من قبل البحرية الإسرائيلية عام 2010، وسقط حينها العشرات من الشهداء والجرحى.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=142802