كيف سيُواجه المقدسيون مخططات “جماعات الهيكل” ضد الأقصى؟

بينما تُكثف “جماعات الهيكل” المزعوم حشد جمهورها من المستوطنين لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك فيما يُسمى ذكرى “خراب الهيكل”، يستعد المقدسيون لمواجهة هذا العدوان بالاعتكاف وتعزيز الرباط في المسجد، رُغم القيود والتشديدات التي تفرضها شرطة الاحتلال.

وتحضيرًا للعدوان على المسجد المبارك يوم الخميس المقبل، تُحاول الجماعات المتطرفة حشد أكبر عدد من مستوطني وسط الضفة الغربية، باعتبارهم يقيمون في نطاق جغرافي قريب من مدينة القدس المحتلة.

وتتقاطع ذكرى “خراب الهيكل” مع الذكرى السادسة لانتصار المقدسيين في هبة “باب الأسباط”، والتي توافق الخميس المقبل، إذ تسعى الجماعات اليهودية إلى تسجيل رقم قياسي بأعداد المقتحمين، بعدما بلغ عددهم العام الماضي 2200 مقتحم.

وبمشاركة حاخامات من “مدرسة جبل الهيكل” الدينية، تُنظم “جماعات الهيكل”، مساء غد الثلاثاء، في مستوطنة “طَلمون” شمال رام الله، مؤتمرًا تعبويًا تحريضيًا على المسجد الأقصى.

ويرى مختصون في الشأن المقدسي أن مخططات الاحتلال وجماعاته المتطرفة بحق الأقصى، بما فيها اقتحامات “خراب الهيكل”، تتطلب الاعتكاف والرباط في المسجد، وأداء صلاة الضحى فيه، والتضامن مع المرابطين ودعمهم بالخارج، بالإضافة إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال على كافة نقاط التماس بالضفة والقدس.

ودعا الحراك الشبابي المقدسي لشد الرحال والتواجد في الأقصى والتصدي لمسيرة المستوطنين المقررة مساء الأربعاء المقبل، مشددًا على ضرورة تلبية الشباب المقدسي لنداء مقدساتهم وحمايتها من التهويد وانتهاكات المستوطنين.

وقال الحراك في بيان: “لتكن مسيرة الأعلام الإسرائيلية يوم غضب فلسطيني، ونصر للقدس والمسجد الأقصى”.

وتستهدف المسيرة التهويدية التي ستنظم الساعة 9:45 ليلًا، أبواب الأقصى، (الجديد، الزاهرة، العامود والأسباط) وتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة، ومن ثم إلى ساحة البراق.

وفي الضفة الغربية، تصاعدت الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة النفير العام، وتصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال، دفاعًا عن المسجد الأقصى، الذي يتعرض لأخطار وتهديدات إسرائيلية كبيرة.

تغيير جوهري

الخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر يقول: إن “اليمين المتطرف يتجه بشكل قوي نحو المسجد الأقصى والقدس، في ظل فشل حكومة الاحتلال الكبير باستيعاب الشارع الإسرائيلي ووحدته، لأنه يريد أن يصنع هويته على حساب الشارع الفلسطيني”.

ويحذر خاطر، في حديث لوكالة “صفا”، من أن المسجد الأقصى سيكون في خطر أكبر، لأن هؤلاء المتطرفين يُريدون أن يصنعوا تغييرًا في واقع المسجد، وهذا ما لم يفعله من سبقهم من حكومات وقيادات إسرائيلية.

ويضيف أن الجماعات المتطرفة تريد إحداث تغيير جوهري في الأقصى، من خلال التهويد وتوسعة نشاط المستوطنين، وإضافة تفاصيل كثيرة لاقتحاماتهم لم تكن موجودة من قبل كالصلوات العلنية وفرض كامل للطقوس التوراتية، ناهيك عن فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد فعليًا.

ويؤكد أن هؤلاء المتطرفين ذاهبون بخطوات سريعة لتهويد الأقصى، وبناء “الهيكل” المزعوم، خاصة وأن ذكرى “خراب الهيكل” تعد الأخطر على المسجد، كونها تهدف إلى تخريبه والسيطرة عليه.

ووفقًا لخاطر، فإن “جماعات الهيكل” بدأت بخطوات خطيرة بحق الأقصى، تتمثل في تقديم 16 طلبًا لحكومة الاحتلال لتنفيذها، مثل الاقتحام من جميع الأبواب، وعدم تخصيص أوقاف محددة لليهود في المسجد، والسيطرة على كل ساحاته، وممارسة كل الطقوس التلمودية فيه.

صمام أمان

ولمواجهة هذه المخططات التهويدية، يؤكد خاطر أن تعزيز الرباط وتكثيفه بالمسجد الأقصى يُعد صمام أمان للأقصى والقدس، ولإفشال مخططات المستوطنين بحق المسجد.

ويقول إن “المرابطين يدفعون ثمنًا باهظًا من دمائهم وحرياتهم وبيوتهم في سبيل بقاء الأقصى والدفاع عنه، ويشكلون أكبر عقبة في وجه الاحتلال، ولولاهم لما بقي الأقصى مسجدًا إسلاميًا ولا القدس مدينة عربية”.

ويتنقد الخبير المقدسي، دور القيادة الفلسطينية في الدفاع عن المسجد الأقصى، قائلًا: إن “أدائها ضعيف جدًا، وهو دفاع نظري، لم يُعزز بأي ميزانية مطلوبة للدفاع عن القدس والأقصى، وليس لديها أي خطط واضحة ومنظمة بهذا الشأن”.

وأما على المستوى العالمي، “لابد من اتخاذ موقف إسلامي واضح إزاء ما يجري بالأقصى، باعتباره جزءًا من عقيدة المسلمين في كل العالم، وعليهم أن يتحركوا قبل فوات الأوان، وأن يكون الأقصى همًا كبيرًا لكل قائد ورئيس وعالم مسلم”. وفق خاطر

ويضيف “لكن ما يجري على الأرض لم يرتق إلى المستوى الذي يُربك الاحتلال، ويضع حدًا لجرائمه بحق المسجد الأقصى والقدس”.

المصدر: صفا