كشف الكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي، أن الاحتلال، لا يزال مستمرا في تنفيذ أعمال “شيطانية” لحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه الشرعية، ويواصل حرمانهم من مصادر المياه، التي يتم إغلاقها بصب الباطون بداخلها.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، في مقال بصحيفة “هآرتس”، أن “شاحنة تحمل الباطون لفظت ما داخلها من خلطة باللون الرمادي، والتي تدفقت بضجة إلى داخل آبار المياه، أغلقتها، حولها وذلك تحت حماية جنود الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى وجود عناصر الإدارة المدنية الذين خططوا لهذا الشر، العمال الذين يقومون بالعمل، أصحاب البئر الذين يعملون في الزراعة، شاهدوا أيضا مصدر رزقهم وهو يخنق إلى الأبد”.
أقبح الجرائم
وقال الكاتب الإسرائيلي، جدعون ليفي: إن “ماكينة الباطون استمرت في صب الباطون، والإدارة المدنية تأكدت أنها غطت كل شيء، في وقت قصير كانت الآبار الثلاثة مليئة، الأربعاء الماضي، في الخليل قرب مخيم الفوار للاجئين، هو عمل شيطاني من الأعمال الأكثر شيطنة التي اخترعها الاحتلال، في هذه المنافسة صعبة”.
ونوه الكاتب إلى أن “المياه الجوفية لم تعد تتدفق، كراهية العرب، الأبرتهايد، الوحشية والظلم، تغطي الآن على مياه الينابيع والمياه الجوفية وعلى الحب المصطنع لإسرائيل. من يقومون بإغلاق آبار المياه التي تستخدم للزراعة، تحركهم يد شريرة خالصة، ومن يخنق مياه النبع يكره البلاد”.
وذكر ليفي، أن “شر الفصل العنصري توجد له وجوه كثيرة؛ إغلاق الآبار، وهذا من أقبح الأفعال، الآبار التي غطاها الباطون لن تغطيها أي ذريعة أو أي كذبة أمنية، وليس حتى ذريعة الحفاظ على القانون والنظام، فقط هناك شر مقطر، حتى لو لم تكن أقبح الجرائم التي ترتكب كل يوم في المناطق، إغلاق الآبار هو أقبحها”.
وأشار إلى أنه لدى الادارة المدنية التي تتبع الجيش الإسرائيلي، “أسباب كثيرة؛ أمنية وبيروقراطية للادعاء بأن هذه الآبار التي تجمعت فيها المياه الجوفية، والتي توجد في طرف صحراء جنوب جبل الخليل، هي آبار ممنوعة وغير قانونية وإجرامية وخطيرة وتشكل تهديد، لكن لا يمكن لأي شيء أن يبرر عمل مقيت وحقير لهذه الدرجة”.
ولفت الكاتب الإسرائيلي، إلى أن “الأراضي التي يزرعون فيها الخضراوات الفاخرة منذ سنوات، هي جنة صغيرة من الخضراوات، أصبحت اليوم أمام بؤس مخيم الفوار للاجئين ونقاء هواء الجبل الذي سيصرخ بأنه يحتاج إلى المياه”، مؤكدا أن “أصحاب الآبار من المزارعين الفلسطينيين لا يتحملون نفقات جلب المياه بالصهاريج من أماكن بعيدة، الأكثر احتمالية، أن هذه الحقول ستذبل وتموت، ومعها مصدر الرزق الوحيد لمن لا يوجد له مصدر رزق آخر”.
تعطيش الحقول
وأضاف الكاتب أنه “في اليوم التالي للإغلاق، عندما نشر الفيديو الذي وثق جريمة إغلاق الآبار، سارع اللواء غسان عليان، قائد الاحتلال العسكري الذي يحمل لقب “منسق أعمال الحكومة في المناطق” إلى إصدار أمر بحسبه، “كل نشاطات إنفاذ القانون ضد البنى التحتية للمياه في أشهر الصيف سيتم فحصها لدى رئيس الإدارة المدنية، وسيتم فحصها ولكن لن يتم وقفها تماما، فقط في الصيف، وليس في كل أشهر السنة”.
وأكد الكاتب، أن “تدمير آبار المياه وصهاريج المياه هي حجر الأساس في نشاطات التدمير التي تقوم بها الإدارة المدنية، عندما يريدون تطهير منطقة وطرد الناس يجب في البداية اختراعها، هذه طريقة عمل، إسرائيل تسمم من الجو حقول في غزة والنقب، ولا تتردد بالطبع في أن تعطش الرعاة والقطعان”.
وقال: “أنا شاهدت عدد غير قليل من الآبار التي دمرتها الإدارة خلال سنوات، هناك آبار قام المستوطنون برمي جثث حيوانات فيها من أجل تسميمها، هذا بالتأكيد لن يتوقف الآن”، متسائبلا: “ماذا قال الجنود وعناصر الإدارة المدنية لعائلاتهم عن العمل الذي قاموا به في ذاك اليوم؟، هل قالوا لأولادهم أو لآبائهم بأنهم دمروا آبار مياه لمزارعين يريدون العيش على أراضيهم؟، هذا هو عملهم، ومن الذي يجب عليه القيام بهذا العمل، هذا العمل سيطاردهم حتى نهاية حياتهم”.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=143440