بعد أن كان ترابيا متهالكا لا يصلح للتنقل، أعادت المنحة المصرية الحياة لشارع رئيسي يمتد على الساحل الشمالي لقطاع غزة بجانب 3 مدن سكنية أيضا شملتها المنحة. وأطلق على الشارع “كورنيش مصر”، ويعدّ امتدادا للطريق الساحلي غرب قطاع غزة، بطول 3500 مترا وبعرض 40 مترا.
وقسمت المدن الجديدة على 3 مناطق من القطاع وهي “دار مصر1″ في منطقة الزهراء جنوب مدينة غزة، و”دار مصر 2″ غرب جباليا شمال القطاع، و”دار مصر 3” في بيت لاهيا.
وتعهدت مصر بمنحة 500 مليون دولار لإعادة الإعمار بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2021.
كورنيش و3 مدن
وذكر منسق مشاريع المنحة المصرية والمدير العام للإسكان في وزارة الأشغال في غزة، محمد العسكري، أن المنحة بدأت بإزالة آثار العدوان وركام المباني والأبراج المدمرة في حرب 2021، ثم شملت بناء 3 مدن بعدد 117 عمارة سكنية، وقرابة 2500 وحدة سكنية ومحال تجارية مجهزة بالبنية التحتية، إضافة إلى عدد من المرافق العامة.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن المدن ستخدم 2500 أسرة بلا مأوى، الأمر الذي من شأنه تخفيف أزمة الإسكان، خاصة في ظل العجز الكبير في الوحدات السكنية في القطاع، التي تقدر بما يزيد على 100 ألف وحدة سكنية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال العسكري إن الكورنيش يعد الأول من نوعه في قطاع غزة، حيث أقيمت للمواطنين ممرات لممارسة رياضة المشي وأخرى للدراجات الهوائية، وأكشاك وأماكن للاصطياف، و3 ملاعب شاطئية ومناطق خضراء، إضافة إلى شارع بيت لاهيا العام بطول 1400 متر، الذي يربط الكورنيش بمدينة “دار مصر 3″، إضافة إلى زراعة النخيل على امتداد الشارع مما أعطاه منظرا جماليا.
ولفت العسكري إلى أن المشاريع يجري إنشاؤها بأيدٍ فلسطينية، وقد بلغت نسبة الإنجاز في شارع الكورنيش حوالي 70%، وفي المدن السكنية بلغت النسبة حوالي 55%، حيث يجري العمل على تشطيب العمارات والتجهيز لطرح العطاءات الخاصة بتنفيذ البنية التحتية.
خدمات واستثمار
بدوره، قال رئيس بلدية بيت لاهيا علاء العطار إن “الشارع سيحد من الضغط المروري على الشوارع الداخلية للمدينة، ويدعم المزارعين من خلال تسهيل حركة وصولهم إلى مزارعهم، إضافة إلى تسهيل حركة الصيادين، وسيخلق فرصا للعمل من خلال إنشاء أكشاك بيع نموذجية موزعة على طول الشارع”.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف العطار “نطمح لإنشاء سوقٍ للأسماك لمحافظة شمال غزة، وغرف نموذجية خاصة بالصيادين، واستراحات خاصة بذوي الإعاقة”، مشيرا إلى أن تعبيد الشارع “يحافظ على مياه بحر مدينة بيت لاهيا من التلوث، حيث شمل المشروع إنشاء خطوط صرف صحي”.
وبين العطار أن دور بلدية بيت لاهيا -التي يقع الشارع ضمن نطاق خدماتها- يشمل فتح الشوارع وإزالة التعديات، وتعويض المواطنين المتضررين من أعمال التوسعة بقيمة مليوني دولار، إلى جانب المشاركة في التخطيط للمشروع الإسكاني ومشاريع البنية التحتية، إضافة إلى تقديم الاحتياجات الفنية اللازمة.
احتياجات ضخمة
من جهته، قال محمد العسكري إن المشاريع الدولية تعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في القطاع، وتلعب دورا حيويا في التخفيف من معاناة السكان في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل، حيث تساهم في تشغيل الأيدي العاملة والمصانع التي دائما ما يستهدفها الاحتلال، إضافة إلى إعمار ما يدمره الاحتلال من منازل، وترميم البنية التحتية المتهالكة التي تحتاج إلى موازنات ضخمة تفوق أضعاف الإنفاق الحكومي.
وأكد أن “القطاع بحاجة إلى 14 ألف وحدة سكنية جديدة سنويا بسبب الزيادة الطبيعية في عدد السكان”، مبينا أن وزارته جهزت عشرات المخططات لإنشاء مدن وأحياء سكنية، جزء منها للحالات الاجتماعية والفقراء، وأخرى لذوي الدخل المحدود.
وأضاف أن “المشاريع تحتاج إلى مئات ملايين الدولارات، ونسعى باستمرار للحصول على تمويلات دولية من أجل تنفيذها على غرار المدن المصرية والقطرية ومدينة الشيخ زايد وغيرها”.
وأعرب عن شكره لحكومة وشعب مصر واللجنة المصرية لإعمار غزة على المنحة التي وصفها بالكريمة، آملاً أن تشمل المرحلة الثانية من المنحة إعادة إعمار الأبراج التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوان 2021 وما سبقه.
المصدر: الجزيرة نت
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=143510