قال الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب، يوم السبت، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل وفق خطة ممنهجة ومدروسة لتهجير المقدسيين إلى خارج “حدود بلدية القدس”، وتقليل نسبتهم في المدينة المقدسة من 35% إلى 12% حتى العام 2030.
وأوضح شهاب، في حديث لوكالة “صفا”، أن الاحتلال يسعى لتقليص عدد المقدسيين من 450 ألفًا إلى 120 ألفًا مع حلول العام 2030، مشيرًا إلى أن هناك نحو 180 ألف مقدسي يعيشون خارج جدار الفصل العنصري.
وأشار إلى أن هناك آلاف قرارات الهدم التي أصدرتها بلدية الاحتلال في القدس، تحت ذريعة عدم الترخيص، لافتًا إلى أن المقدسيين يضطرون للجوء إلى “الهدم الذاتي”، تفاديًا لدفع تكاليف الهدم الباهظة لآليات الاحتلال.
وأضاف أن الاحتلال يعمل على مصادرة الأراضي وممتلكات المقدسيين وفق ما يسمى “قانون أملاك الغائبين”، أو تحت ذريعة “المصلحة العامة”، أو أنها مملوكة لليهود قبل 300 عام.
وبين أن الشاب المقدسي، وخاصة المُقبل على الزواج لا يستطيع استئجار شقة سكنية داخل المدينة المقدسة، نظرًا لارتفاع ثمنها، وبسبب النقص الحاد في الشقق السكنية، مما يضطره للعيش خارج حدود بلدية الاحتلال، مثل مخيم شعفاط، والعيزرية، وبلدة أبو ديس والرام، وغيرها.
وأكد أن الكنيست الإسرائيلي بصدد سن قوانين عنصرية أكثر صرامة بحق المقدسيين، تتعلق بسحب الهويات، وتسهيل عمليات هدم المنازل، وأيضًا منع المعلمين الحاصلين على التصاريح من العمل في مدارس القدس، ما يعني زيادة تهويد التعليم بالمدينة.
ووفقًا لشهاب، فإن القدس تعاني من أزمة سكنية خانقة، بسبب منع البناء ومصادرة الأراضي، وعدم وجود مشاريع خاصة للبناء، وارتفاع تكاليف السكن، في محاولة لحسم الصراع الديمغرافي بالمدينة.
ولفت إلى أن أكثر من 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، جراء ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية في المدينة.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تسيطر منذ احتلالها المدينة عام 1967، على نحو 90% من مساحة شرقي القدس.
خطورة الهدم
وحول خطورة الهدم، قال الباحث المقدسي: إن “الاحتلال يهدف من خلال الهدم الذاتي، إلى قتل المقدسي معنويًا وماديًا، ووضعه في حالة إحباط واكتئاب مستمرة، ولكسر إرادته”.
وأضاف “بعد تهديد المقدسي بدفع الغرامات والتكاليف الباهظة حال هدمت بلدية الاحتلال منزله، والتي قد تصل إلى 85 ألف دولار، فإنه يتفادى دفع تلك التكاليف عبر الهدم الذاتي”.
وتابع أن “هذه الإجراءات الاحتلالية هي عملية ممنهجة ومدروسة لتدمير الشخصية القاعدية المقدسية، ونظرة التحدي والاستقلالية والدفاع عن الحقوق المشروعة”.
وأكد أن القدس تفتقر لوجود استراتيجية وطنية موحدة، ولبرامج عملية لمواجهة كل إجراءات الاحتلال، بما فيها عمليات الهدم، بل يُواجه المقدسيون مصيرهم وحدهم، في الدفاع عن مقدساتهم وممتلكاتهم.
وشدد شهاب على أن المقدسيين بحاجة لدعم معنوي ومادي وسياسي، من أجل استمرار صمودهم وبقائهم في مدينتهم المقدسة.
وفي الآونة الأخيرة، صعدت بلدية الاحتلال من سياسة “الهدم الذاتي” في القدس، وأجبرت عددًا من المقدسيين على هدم منازلهم قسرًا، بحجة البناء دون ترخيص.
ويلجأ المقدسيون إلى تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأنفسهم (الهدم الذاتي)، بعد التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم، إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم لطواقم وآليات البلدية وقوات الاحتلال المرافقة لها.
المصدر: صفا
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=143579