ذكرى هبة الاقصى

وافق يوم امس الذكرى 23 لهبة الاقصى والتي اندلعت احتجاجا على اقتحام ارئيل شارون للمسجد الاقصى المبارك، في تحد للمقدسيين خاصة والامة العربية والاسلامية عامة، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال وبموافقة رئيس الوزراء في ذلك الوقت ايهود باراك من حزب العمل الاسرائيلي والذي افشل المحادثات مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برفضه تنفيذ اتفاقات كامب ديفيد خاصة ما يتعلق منها بالقدس والانسحاب الاسرائيلي من مناطق «ب» و «ج».

واذا نظرنا اليوم للواقع الذي تعيشه القدس والمسجد الاقصى خاصة وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة عامة فان الامور تزيد سوءا على سوء، فاقتحامات المسجد الاقصى متواصلة ويقوم بها الى جانب المستوطنين المتطرفين مسؤولون ووزراء اسرائيليون الاشد عنصرية وتطرفا ومعاداة لكل ما هو فلسطيني وعربي.

كما ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحكومة الحالية الاشد يمينية وتطرفا وعنصرية، واصلت محاولاتها تقسيم المسجد الاقصى مكانيا بعدما نجحت في تقسيمه زمانيا، امام مرأى ومسمع العالم قاطبة وفي المقدمة العالم العربي والاسلامي الذي لم يحرك ساكنا باستثناء اصدار بيانات الشجب والاستنكار التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي لا تهتم بها دولة الاحتلال ولا تعيرها اي اهمية، ما دامت الدول العربية والاسلامية لا تتخذ اجراءات رادعة على الارض والاكتفاء بهذه البيانات التي اكل عليها الزمن وشرب.

ففي الذكرى 23 لهبة الاقصى فان الحرم القدسي الشريف يواجه مخاطر جمة، فالاقتحامات اصبحت عادية والتقسيم الزماني اصبح عاديا والحفريات اسفل المسجداصبحت عادية، والامور تتدهور والاقصى في طريق التهويد ان لم يتم اتخاذ خطوات عملية على الارض من قبل الامة العربية والاسلامية ومحاولات اقامة الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة يجرى على قدم وساق، فمنظمات الهيكل بانتظار الفرصة السانحة لتنفيذ هذا الاجراء.

والمقدسيون وفلسطينيو الداخل هم وحدهم الذين يواصلون التصدي للاحتلال واجراءاته في التهويد والاسرلة والاستيلاء على المنازل في القدس القديمة وخارجها، وهؤلاء لا يستطيعون لوحدهم الحيلولة دون مواصلة دولة الاحتلال لجرائمها وانتهاكاتها، فهم يواجهون دولة باكملها، الى جانب المستوطنين ومنظمات الهيكل المزعوم ومنظمات الاستيطان وغيرها من المنظمات الارهابية.

فالهجمة على الاقصى وعلى المدينة المقدسة في تصاعد مستمر ، واجراءات الاحتلال بحق المقدسيين تتواصل لمنعهم من الدفاع عن الاقصى وبقية المقدسات الاسلامية والمسيحية، فالاعتقالات والابعادات عن الاقصى والقدس متواصلة وتزداد يوما بعد يوم والتصدي للمعتكفين قائم على قدم وساق.

والسؤال الذي يطرح نفسه، اين امة محمد وامة العرب من كل ما يجري بحق الاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين؟.

المصدر : صحيفة القدس