الأسواق الفارغة تسرق فرحة العيد من أهالي غزة
مظاهر استقبال العيد هذا العام في غزة تختلف عن الأعوام التي سبقته حيث يأتي في ظل حصار اقتصادي خانق ، أغلقت فيه قوات الاحتلال المعابر مما عمل على ندرة الملابس وألعاب الأطفال في أسواق القطاع الذي يعتمد على الاستيراد بدرجة كبيرة بسبب منع دخول المواد الخام إلى المصانع العاملة بغزة .
بعض المحال التجارية بدأت تعرض ما لديها من مخزون على استحياء في رفوفها لعلها تجد مشتري ، المواطنين على غير العادة في مثل هذا الوقت من السنة لم يبدءوا بالتجهيز لاستقبال العيد حيث أبدت المواطنة أم حمزة انزعاجها وهي تقول” العيد على الأبواب وزوجي موظف ومصاريف بداية العام الدراسي استهلكت ما كنا ندخره والعيد يعني الكثير من الالتزامات الاجتماعية مما يعني مصروف أكثر”.
وتضيف “نحن لم نبدأ بشراء ملابس العيد ونأمل أنه أن تنخفض الأسعار قليلا فحتى الخضروات والفاكهة أسعارها ارتفعت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة “.
أما أم أحمد ربة بيت قالت ” زوجي كان يعمل في إسرائيل ويعتبر مصدر دخلنا الرئيسي ولكن الآن لا أصبح عاطلا عن العمل ، ولكن ولدي الأكبر موظف في وزارة الصحة وحصل على راتبه مؤخرا ، ولعلنا نستطيع شراء ملابس للأطفال الصغار الذين لا يعرفون معنى الحصار ، وعدم توفر أموال كما كان في السابق ” .
ويشار إلى أن الناتج الوطني الإجمالي تراجع إلى ما يزيد عن 30% مقارنة بنفس الفترة الحالية مع الأعوام السابقة، كما أن نسبة الفقر وصلت بين الأسر الفلسطينية إلى ما يزيد عن 70%، وهناك 30% منهم يعيش تحت خط الفقر.
أحد البائعين في سوق الشيخ رضوان في غزة نظر بعين عدم الرضا إلى البضاعة المعروضة في محله المتواضع وهو يقول ” هذه السنة لا توجد بضاعة كالسنوات السابقة والمشتري دوما يبحث عن الأرخص بسبب انقطاع الرواتب والبطالة وأيضا إغلاق المعابر أدى إلى وجود احتكار لبعض المواد أو ارتفاع في أسعارها مما يعني قلة إقبال على الشراء”.
وأضاف” حتى الآن لا يوجد إقبال من المواطنين على الشراء وإن كان هناك من يشتري فكل شيء بالدين”على الدفتر”.
الجدير بالذكر أنه مع إقبال عيد الفطر تعيش الأسواق الفلسطينية حالة ملحوظة من ارتفاعا في الأسعار وذلك نتيجة إغلاق المعابر منذ فترة طويلة أمام البضائع والحاجات الأساسية للمواطن.
بينما على صعيد محلات البقالين الذين بدؤوا يعرضون ألعاب الأطفال على اعتبار أنها تدر رزقا ولو قليلا في حالة الركود في الحركة التجارية ، اعترفوا بارتفاع الأسعار الذي صاحب ندرة ما يعرض في الأسواق بسبب الحصار وإغلاق قوات للمعابر المطلة على قطاع غزة ،.
البقال أبو أحمد أفادنا بأنهم يضطرون إلى التعامل مع التجار ويقبلون بأسعارهم، بالرغم من معرفتهم بأن الربح سيكون قليل بالنسبة لهم إلا أنه يؤكد أن المواطن هو الخاسر الوحيد أمام هذا الأمر، لاسيما بأن البقال يتلقى ربحه البسيط والتاجر يأخذ المقابل أمام بيعه للسلعة لكن المواطن هو من يتحمل عبء الشراء في ظل الوضع الصعب.
وكان وكيل وزارة المالية إسماعيل محفوظ قد أكد على أن الحكومة صرفت رواتب للموظفين قبل حلول عيد الفطر ، كي يتمكنوا من سد التزاماتهم التي يحتاجونها في عيد الفطر ، حيث عملت على صرف رواتب جميع الموظفين العسكريين والمدنيين في ظل الحصار الصعب الذي عمل على تجفيف منابع الأموال ، وعدم السماح لدخولها عبر البنوك المتواجدة في قطاع غزة .
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=72946