آلاف المشاركين يجددون البيعة سنويا للأقصى
للمرة الرابعة عشر على التوالي يجدد فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 بيعتهم للمسجد الأقصى المبارك الذي يئن تحت وطأة ظلم الاحتلال منذ أكثر من أربعين عاما.
ورغم العقبات الإسرائيلية، شارك نحو ثمانين ألف فلسطيني في مهرجان " الأقصى في خطر" الرابع عشر الذي أقيم في مدينة أم الفحم في مركز الأراضي المحتلة عام 1948.
ويصر الشعب الفلسطيني في الداخل على إنجاح مهرجان الأقصى في خطر منذ أربعة عشر عاما حيث لم تقل أعداد المشاركين فيه يوما عن السبعين والثمانين ألف مشارك يهتفون من أعماقهم " بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
نجاح بعد نجاح
ولنجاح المهرجان أسباب كشفها لوكالة (صفا) رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة حيث قال في تصريح مقتضب وخاص قبيل بدء المهرجان: "فلسطينيو الداخل يصرون وما زالوا على إنجاح مهرجان الأقصى لان المسجد ما زال يقبع تحت الاحتلال".
وأضاف صبري: "الشعب الفلسطيني في الداخل يكرر حضوره ودعمه للمهرجان في كل عام بغية إسماع صوته للعالم بأسره ويؤكد أن المسجد الأقصى المبارك يعاني من ظلم الاحتلال، وليذكر العالم بجميع المخاطر المحدقة به".
من ناحيته قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح: "إن الشعب الفلسطيني في الداخل مصر على إقامة هذا المهرجان ما دام المسجد الأقصى يقبع تحت الاحتلال".
وأضاف صلاح في تصريح لـ"صفا":" هذا المهرجان سيبقى مستمرا حتى نستبشر خيرا بالمسجد الأقصى وذلك لان المسجد ما زال بخطر تحت الاحتلال ولن يزول الخطر إلا بزوال الاحتلال".
المهرجان الرابع عشر
وافتتح المهرجان الرابع عشر بتلاوة آيات من كتاب الله تلاها الشيخ يوسف الباز إمام المسجد الكبير في مدينة اللد، ثم أكد رئيس بلدية مدينة أم الفحم الشيخ خالد حمدان أن الخطر المحدق بالمسجد الأقصى ليس جديدا وانه ازداد بالفترة الأخيرة".
ودعا الشيخ حمدان حكام الأمة الإسلامية والعربية إلى الاعتبار مما يجري لأهالي قطاع غزة والقدس المحتلة، وشدد على أهمية العودة إلى الأخلاق والدين السليم بغية العودة إلى المسجد الأقصى وإعادته للأمة الإسلامية بعد احتلاله.
وعلى وقع أنشودة هو الحق يحشد أجناده التي ألفها مؤسس حركة الإخوان المسلمين الشيخ الشهيد حسن البنا، قامت الألوف المشاركة وانتفضت مرددة خلف المنشدين "إلى النصر في الموقف الفاصل .. إلى النصر في الموقف الفاصل".
ومن جهته أرسل رئيس الحركة الإسلامية في الداخل رسائل عديدة خلال كلمته كانت أولها بمثابة تحية إلى الشهداء والأسرى والمرابطين الذين دافعوا عن المسجد الأقصى المبارك خلال المواجهات التي وقعت الأسبوع الماضي.
كلمة شيخ الأقصى
ووجه الشيخ رائد صلاح تحيته إلى أهالي مدينة القدس المرابطين حول الأقصى قائلا: "إن رباطكم في القدس والأقصى سيحطم كل حلم ظلم الاحتلال وكيده وسيتحطم كل حلم اسود للاحتلال الذي لا يزال يعمل على تهويد القدس وبناء الهيكل المزعوم".
وألف تحية، أرسلها الشيخ صلاح من الداخل الفلسطيني إلى الأسيرات الفلسطينيات اللواتي أفرج عنهن اليوم ضمن صفقة تبادل مع الحكومة الإسرائيلية.
وأكد الشيخ صلاح أن الشعب الفلسطيني في الداخل والقدس وأكنافها سيبقى حريصا على المسجد الأقصى ويردد ما قاله الثائر الليبي عمر المختار حين قال:" نحن امة لا تستسلم نموت أو ننتصر"، وأضاف: "والقدس قضية لا تستلم والأقصى قضية لا تستسلم وقد يؤذى ولكنه سينتصر".
واستنكر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل صمت الحكومات الإسرائيلية عما يجري للمسجد الأقصى المبارك من هدم وتهويد وقال :" القدس تستغيث والأقصى كذلك والعالم الإسلامي والعربي في صمت مخجل ومريب وهو صمت غير مقبول ومرفوض"
وأضاف:" لذلك نريد من هذا الصمت بأن يندد بالاحتلال ، فاستمرار الصمت اسمرار الاحتلال، وان اخشي ما يخشاه الاحتلال أن تخرج الشعوب الإسلامية من أنقرة إلى كوالالمبور ومن المحيط إلى الخليج لينادوا بالروح بالدم نفديك يا أقصى فإذا ارتفع هذا النداء فان ذلك هو المقدمة الأولية لزوال الاحتلال واستقلال القدس وتحرير الأقصى وقيام دولة فلسطينية" .
وقفة شجاعة
ودعا الشيخ صلاح جمع المسلمين إلى الوقوف وقفة شجاعة للدفاع عن المسجد الأسير، وأشار إلى أن الأمة مطالبة بتحرير القدس ، ودعا إلى الرباط في المسجد الأقصى المبارك وتحويله إلى درع بشرية للدفاع عنه في وجه الاحتلال.
وقرا الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء القيادي في الحركة الإسلامية رسالة رئيس مجلس القضاء الإسلامي في جنوب أفريقيا مولانا إحسان هندركس الذي أكد تضامن الشعب في جنوب أفريقيا مع أهالي القدس والداخل في قضيتهم .
وقال :" سنبقى متضامنين مع قضيتكم تضامنا كاملا وسنواصل هذا التضامن ما دمنا على قيد الحياة وفي إي مكان تواجدنا فيه وحتى نلقى الله عز وجل ".
وأكد هندركس أن الشعب في جنوب أفريقيا سيجتهد ويستعين بكل ما يملك من طاقة وقوة لتحرير المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الحبيبة وجميع أراضي فلسطين المحتلة من أيدي قوات الإحتلال المدنسة، كما قال.
زوال الاحتلال
ومن ناحيته أشار رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي48 محمد زيدان إلى أن المسجد الأقصى يتعرض في هذه الأيام إلى مؤامرات إسرائيلية كبيرة.
ودعا زيدان الأمة الإسلامية إلى الاستيقاظ المبكر قبل فوات الأوان وقال :" هذا السكوت المعيب لا يمكن أن يكون لرجل عاقل وفي قلبه ذرة من الانتماء أن يسكت بشكل معيب عن ما يحصل في المسجد الأقصى".
وخاطب زيدان المؤسسة الإسرائيلية خلال كلمته حيث قال: "افعلوا ما شئتم وابنوا فوق الأرض وتحت الأرض صادروا ما شئتم ولكن هناك منطق في التاريخ يقول أن الاحتلال لن يدوم فقد سبقكم الفرس والرومان والصليبيين ،لا يمكن أن يستمر الاحتلال ومصير الاحتلال سيكون نفس المصير".
إحسان أوغلو
وعرضت الكلمة المصورة لرئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إمام ما يقارب ثمانين ألف مشارك.
وعبر اوغلو عن شكره الجزيل لأهالي القدس والداخل الفلسطيني على وقفتهم الشجاعة في وجه اقتحام المسجد الأقصى من قبل الجماعات اليهودية، ودعاهم إلى الاستمرار بصمودهم في وجه انتهاكات الاحتلال المتزايدة خاصة في الذكرى الأربعين لمحاولة حرق المسجد الأقصى.
وقال رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي إن هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى تستهدف عقيدة المسلمين لان الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط ما لم ينسحب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية والقدس.
القدس الجريحة
وكما في كل عام منذ أربعة عشر عاما قدمت مؤسسة الفجر للفن والأدب الإسلامي بالداخل مسرحية مميزة تحت عنوان " القدس الجريحة".
وتحاكي المسرحية المصحوبة بالأناشيد الواقع الأليم الذي يعيشه أهالي مدينة القدس المحتلة في كنف الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا إلى تهويد المدينة والسيطرة على أوقافها ومنازل ساكنيها العرب.
وتفاعل الجمهور الفلسطيني مع المسرحية التي جسدت واقع حياة أهل القدس ومعاناتهم بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك بشدة، حيث وقف الآلاف مرددين هاتفين وراء المنشدين، ورفرفت الرايات الخضراء في ساحة إستاد السلام بأم الفحم عاليا في مشهد مميز.
الرابط المختصر https://insanonline.net/?p=74631